تخطى إلى المحتوى

لامعارضة ولانظام.. حزب سوري من الداخل يعلن عن تأسيسه ويدعو السوريين لأهدافه والالتحاق به

لامعارضة ولانظام.. حزب سوري من الداخل يعلن عن تأسيسه ويدعو السوريين لأهدافه والالتحاق به

لامعارضة ولانظام

أطلق معارضون سياسيون في السويداء حزبا سياسيا جديدا في مسعى لاستعادة الدور الحقيقي للطائفة الدرزية المبعدة بشكل مقصود عن المشهد السياسي في سوريا منذ عقود، بالتوازي مع ظهور كيان عسكري جديد يهدف للتصدي لإرهاب ميليشيا أسد وحلفائها بتنسيق مشترك بين الكيانين، ما يمكن أن يشكلان قوة سياسية وعسكرية للوقوف في وجه نظام أسد والمشاركة في تحديد مستقبل سوريا.

الحزب الجديد الذي حمل اسم “حزب اللواء السوري” هو كيان سياسي يسعى لحماية السويداء من الفوضى الأمنية والإرهاب المدعوم من نظام أسد وميليشياته، وللعب دور سياسي يمثل الموقف الحقيقي لطائفة الدروز بشكل خاص، ويقول الأمين العام للحزب مالك أبو الخير في تصريحات حصرية لأورينت نت: “هو حزب سياسي مدني علماني ينطلق من الجنوب إلى كافة المحافظات السورية، ونحن كحزب سياسي لسنا ندعو إلى أي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو الفيدرالي أو غيره،

وإنما نقبل أي طرح للحكم في سوريا على أن يكون ضمن طاولة وطنية سورية تجمع كل السوريين،

ونحن مع ما يتفق عليه السوريون وفق الشروط الوطنية الجامعة”.

ويتبنى الحزب الجديد مبادئ وطنية وأهم تلك المبادئ وحدة الأراضي السورية والتأكيد على هويتها،

كما يهدف لإنهاء الحرب في سوريا وإنهاء الاستبداد السياسي وسطوة أجهزة المخابرات التي تعيث فسادا في عموم البلاد،

ويعتبر أن جميع السوريون معنيون بتحديد مصير سوريا ومستقبلها السياسي لمواجهة نظام أسد وكافة أجهزة الاستبداد، بحسب أبو الخير.

اقرأ ايضا : بعد القرار الدولي المتخذ بحق معبر باب الهوى أول تحرك على الأرض إنفاذاً للقرار

أسباب دافعة

يؤكد الأمين العام خلال تصريحاته أن انطلاق الحزب في هذا الوقت ينبثق من واقع المدينة المتردي بعد أن أوصلها نظام أسد لمراحل سيئة على الصعيد الأمني والاجتماعي والاقتصادي،

وذلك بتسلّط أجهزة مخابرات أسد عليها خلال السنوات العشر الماضية ورعايتها لعصابات القتل والفساد والخطف وترويج المخدرات،

إلى جانب غياب أي دور لأجهزة الدولة ومؤسساتها عن المنطقة والفساد المستشري في تلك المؤسسات،

لكن السبب الأبرز هو رفع صوت السويداء عاليا ومنع نظام أسد من التحدث باسمها باعتبارها من “الأقليات”.

وفي هذا الصدد يقول مالك أبو خير: “لم نعد نسمح للنظام أن يتكلم باسم الأقليات وخاصة السويداء وأن يعبر عن وجهة نظره ويدعي حماية الأقليات في وقت هو من يقوم بتوجيه الضرر للأقليات، وهجوم داعش على المدينة في 2018 أكبر دليل على ذلك، خاصة أن نظام أسد أحرق السويداء على كافة المستويات ودمرها بشكل ممنهج لإفقارها وإذلالها وحرمها حتى من حفر آبار لسقاية الأراضي الزراعية”.

غير أن حرمان نظام أسد للسويداء من لعب أي دور سياسي على مدار خمسين عاما وتحييدها عن مشهد الثورة السورية خلال العقد الأخير، كان الدافع الأكبر لتشكيل كيان قادر على المشاركة الحقيقية في تقرير مصير المنطقة وسوريا بشكل عام، خاصة أن تحييد المحافظة أوصلها لدور سلبي بامتياز بحسب أبو الخير الذي يقول: “استطعنا كسر الطوق الذي فرضه النظام على السويداء لمنعها من المشاركة السياسية،

وأصبح لدينا صوت سياسي وتفكير سياسي ورؤى سياسية من خلال حزب سياسي ينطلق من السويداء إلى باقي المحافظات السورية”.

اقرأ ايضا : الكشف عن نوايا روسيا الحقيقية من التصعيد في إدلب و هدف بوتين النهائي في سوريا

كيان عسكري موازٍ

وإلى جانب “حزب اللواء السوري”، ظهر في السويداء كيان عسكري جديد يحمل اسم: “قوة مكافحة الإرهاب” وهي قوة عسكرية تحتوي كتائب عسكرية وفرقة مهام خاصة ومهمتها ضبط الفوضى وحماية السويداء وأهلها من خطر الميليشيات الإرهابية بما فيها ميليشيات أسد وإيران وتنظيم داعش.

وبحسب المتحدث الإعلامي للقوة العسكرية(فضل عدم ذكر اسمه) والذي قال في تصريحات خاصة لأورينت نت،

إن المهمة الأساسية للكيان العسكري الجديد هو محاربة العصابات الإرهابية وخاصة “التي تحمل بطاقات أمنية من ميليشيا أسد وتقوم بممارسة الإرهاب بحق المدنيين في السويداء”،

في إشارة لعصابات الخطف والقتل والمخدرات المدعومة من المخابرات العسكرية وميليشيات أسد وحزب الله اللبناني في المنطقة.

تنسيق مشترك ومشروط

أما عن علاقة الكيانين السياسي والعسكري الجديدين في السويداء، فيؤكد الأمين العام لـ “حزب اللواء السوري” مالك أبو الخير، أن الكيانين منفصلان ولكن هناك تنسيق مشترك بينهما على أن يقوم الحزب بتمثيل الدور السياسي، بينما تتكفل “قوة مكافحة الإرهاب”

بحماية المدينة وسكانها من العمليات الإرهابية بكل أنواعها وذلك وفق شروط تضمن عدم وجود انتهاكات تجاه المدنيين.

ويقول أبو الخير في هذا الصدد: “وضعنا مجموعة من الشروط مقابل التنسيق المشترك مع (قوة مكافحة الإرهاب)

وأولها عدم وجود أي انتهاك تجاه المدنيين ولا ممارسة اعتقالات تعسفية،

والتأكيد على أن مهمتها حماية المعارضين والمطاردين من النظام وحماية حرية الرأي حتى لو هاجمنا وكان في مناطق سيطرتنا،

وأن سلاحكم لحماية المدنيين وليس لإرهابهم بما فيهم الصحفيون باعتباركم المسؤولين عن حمايتهم”.

كما اتفق الطرفان على خضوع العسكريين في “قوة مكافحة الإرهاب”

لدورات متعلقة بالقانون الدولي وكيفية التعامل مع المدنيين عبر مراكز أوروبية لتنسيق تلك الدورات،

وذلك بهدف تأهيل تلك القوة وعناصرها لضمان حماية واحترام المدنيين وعدم وجود أي انتهاكات بكافة أنواعها.

اقرأ ايضا : وزير تركي يحذر من خطرٍ عالمي.. ومسؤول روسي يكشف عن وثيقة أمريكية تتضمن تحذيراً

وبين الترحيب والتشكيك، أثار الإعلان عن الكيان الجديد ردود أفعال مختلفة من أهالي السويداء عبر اتصالات أجرتها أورينت من نشطاء محليين ومن خلال تعليقات واسعة رصدتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شنت بعض الصفحات الموالية حملة تخوين تجاه الحزب الجديد واتهمته بالعمالة لجهات أجنبية، وهي أسطوانة نظام أسد في مهاجمة معارضيه، بينما رحب كثيرون من أهالي السويداء بتلك الخطوة على أن تكون بداية للنهوض بالسويداء إلى مستويات أفضل لا سيما على الصعيد الأمني والتهديدات التي تواجهها، لكن المرحبون انتقدوا وجود سلاح على الشعار الخاص الذي يرفعه الحزب.

وعانت السويداء منذ السنوات الماضية من الفلتان الأمني وارتفاع معدل جرائم الخطف والقتل بدعم مباشر من ميليشيا أسد لتلك العصابات خاصة بعد ضبط حالات عديدة أثبتت تلك الاتهامات،

إضافة لتسهيل انتشار الميليشيات الإيرانية ودعمها وأبرزها “حزب الله” اللبناني الذي يتخذ المنطقة مركزا لتجارة المخدرات محليا وخارجيا،

وذلك في انتقام ممنهج من أهالي المدينة بسبب مواقفهم المناهضة لأسد وميليشياته،

حيث رفضت السويداء منذ انطلاق الثورة السورية الزج بأبنائها في الحرب التي تخوضها ميليشيا أسد ضد السوريين.

Advertisements