تمخضت جهود الضامنين الدوليين للملف السوري في محادثات “أستانا” (الروسية التركية) عن إنجاز صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين الجيش الوطني السوري وميليشيا أسد، وذلك في جهود خجولة مقابل حجم المعتقلين والمغيبين قسرياً في أقبية مخابرات أسد، ورغم مرور أعوام على تلك المحادثات التي ترعاها أنقرة وموسكو بإصداراتها السنوية.
وأفاد مراسل أورينت، اليوم الجمعة، أن العملية التي جرت في معبر أبو الزندين بريف حلب الشرقي،
وبحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، تم خلالها إطلاق سراح 5 معتقلين من سجون ميلشيا أسد،
مقابل 5 أسرى لنظام أسد كانوا لدى فصائل الجيش الوطني، وبتغطية إعلامية من وكالات محلية وروسية وتركية.
وأوضح المراسل أن المحرّرين من سجون ميليشيا أسد هم: محمود الرفاعي وحسين عيسى ومحمد حمدو البولاد وأحمد شامية وحسن الهيس،
مشيراً إلى أن بعضهم أقارب قياديين في الجيش الوطني ومسؤولين في الحكومة المؤقتة،
فيما نشرت شبكات موالية للنظام أسماء الأسرى المفرج عنهم من ضباط وعناصر ميليشيا أسد،
وهم يوسف حمدان ومرتضى محفوظ وميلاد عاشور وهاني اليوسف وعمار العبد الله.
وتأتي تلك العملية في إطار ما يسمى “صيغة أستانا” التي ترعاها كل من روسيا وتركيا وإيران باعتبارها دولاً ضامنة للملف السوري، حيث إنها العملية الخامسة لتبادل الأسرى بين الجيش الوطني السوري وميليشيا أسد منذ توقيع اتفاق سوتشي حول إدلب بين أنقرة وموسكو في أيلول 2018.
اقرأ ايضا : ثورة متـ.سللة في مدينة سورية وتبدأ بصور بشار الأسد والقادم مبشر
ولكن اللافت أن تلك الصفقة الدولية بعنوانها الكبير ونتائجها الخجولة يعدها الضامنون “روسيا وتركيا”
إنجازاً كبيراً تجاه الملف السوري وتعقيداته الكارثية، بينما هي في الحقيقة أسفرت وكالعادة عن إطلاق سراح بضعة معتقلين
وتركت أكثر من مليون سوري مازالوا معتقلين أو مختفين قسرياً في سجون وأقبية ميليشيا أسد منذ عام 2011.
غير أن روسيا التي تلعب دور الضامن وتشارك في قتل السوريين، تعمد إلى افتعال صفقات صغيرة لمبادلة عدد صغير من الأسرى في كل عام وقبيل انطلاقة أي اجتماع دولي يخص سوريا، إن كان في إطار “أستانا” أو حتى في مجلس الأمن الدولي، الذي سيبحث بعد أيام آخر الجرائم الروسية حول إغلاق معبر باب الهوى الإنساني،
لإحكام الخناق على ملايين السوريين في شمال غرب سوريا.
وبالتوازي مع تلك الصفقات، دائماً تسارع ميليشيا أسد لاعتقال المئات بشكل تعسفي في مناطق سيطرتها وزجهم في سجونها لتزيد من إحصائية المعتقلين، إلى جانب انتهاكات واسعة تشمل القصف الصاروخي والجوي تجاه قرى وبلدات إدلب بغطاء روسي لتزيد مأساة السوريين، في وقت تزعم فيه روسيا أنها تعمل على حل الملف السوري وإنهاء الصراع،
لكنها في الحقيقة تغرد بعيداً عن القرارات الدولية التي تنص على إطلاق سراح المعتقلين ووقف إطلاق النار والانتقال إلى الحل السياسي.
وفي هذا الصدد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرها اليوم،
ما لا يقل عن 972 حالة اعتقال تعسفي في سوريا منذ مطلع العام الحالي، منهم 384 في مناطق سيطرة ميليشيا أسد
بينهم 11 طفلاً و10 نساء ، و369 في مناطق سيطرة ميليشيا قسد شرق سوريا، بينهم 29 طفلاً وثلاث سيدات ،
فيما تصر روسيا على الوقوف في وجه المجتمع الدولي لمصلحة حليفها أسد رغم النتائج الكارثية المستمرة منذ عشرة أعوام.