تخطى إلى المحتوى

ما سرّ التعاون الفرنسي – الإماراتي في ليبيا؟

ما سرّ التعاون الفرنسي - الإماراتي في ليبيا؟

ما سرّ التعاون الفرنسي – الإماراتي في ليبيا؟

شكَّل الانقسام التاريخي للدولة الليبية بين الشرق والغرب عاملاً مهماً في رسم ملامح المشهد السياسي

بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، بالإضافة لعامل انتشار السلاح والتدخلات الخارجية وغلبة المنطق القبلي والجهوي والمصلحة الفردية على العمل السياسي

كنتيجة للانقسام الذي عزَّزه النظام بين المكونات الاجتماعية طوال حكمه الذي استمر 42 سنة.

كل هذه العوامل كانت سبباً في انقسام البلاد على نفسها وتفاقم حالة من التشظي الاجتماعي والسياسي

فأصبح المشهد الليبي عسير القراءة على المتابع من الخارج لكثرة العناصر الفاعلة فيه وافتقادها لنهج سياسي واضح

مما دفعها لتغيير ولاءاتها وإعادة التموضع في تحالفات مختلفة مع بداية كل مرحلة جديدة.

كما أدى الانقسام الى بروز قوتين مهيمنتين على الشارع الليبي،

ألا وهما الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والميليشيات المسلحة بقيادة حكومة الوفاق السابقة.

مما جعل أطراف أجنبية في شمال إفريقيا كالجزائر ومصر، والشرق الأوسط كالإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا، والغرب مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية،

تنشط حالياً على الساحة الليبية. ويستفيد المشير حفتر من دعم عدد منها مصر والإمارات العربية المتحدة،

وبشكل أكثر سرية إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية،

وهو يشكل بذلك نقطة التقاء لهذه البلدان في مصالحها في المنطقة.

اقرأ ايضا : بشار الأسد يطرح مبادرة تسوية جديدة للسوريين للعودة وإنهاء وضعهم الأمني

فالإمارات تمضي في محاولات تعزيز حضورها ودورها في القارّة الأفريقية، رافعةً في ذلك مجموعة لافتات متهافتة ووصائية،

تستبطن استدعاء قدرة متصوَّرة أكبر مما هو لديها فعلاً.وفيما تُحاوِل التنظير لخطواتها بوصفها تصبّ في صالح تنمية القارّة وإرساء الأمن والاستقرار فيها، لا تفتأ المشاكل الأفريقية تتزايد، بإسهام من الإمارات، التي تُقدّم مصالحها، ومصالح حلفائها مثل فرنسا، وخصوصاً الجدد منهم، أي الإسرائيليين، على أيّ اعتبار آخر.

وهاهي في ليبيا بالاشتراك مع حليفتها فرنسا، تقوم بدعم المشير وجيشه، لا بل وتدعم خصومه،

كما أفادت بعض المصادر في وقت سابق. مما يعرقل مسار الحل السياسي ويزعزع أفق السلام في البلاد.

بينما يُعد التدخل الفرنسي في ليبيا بأنه مدفوع غالباً بالحفاظ على المصالح الاقتصادية الفرنسية ويتماشى مع طموحها لتعزيز نفوذها في شمال إفريقيا. بالإضافة إلى الاعتبارات الأمنية، التي تدخل بشكل كبير في عملية صنع القرار الفرنسي في المنطقة.
يُشار هنا الى أن النفط الليبي رخيص وسهل التصدير إلى أوروبا، ومن هنا تسعى باريس إلى جني فوائد تجارية كبيرة من خلال تأمين وتعزيز مصالح شركة “توتال”، عملاق البترول الفرنسي. كما أن لدى فرنسا نهج عسكري لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، والذي جاء على حساب دعم الأنظمة العسكرية بدلاً من دعم الديمقراطية في المنطقة. وذلك لأن العديد من الحكومات التي تربطها علاقات وثيقة تقليدياً بفرنسا لديها سجل ضعيف من الحكم في الداخل من حيث حقوق الإنسان، إضافة إلى استشراء الفساد وتركيز السلطة بين نخبة حاكمة صغيرة فيها.

إن العلاقة الإماراتية الفرنسية في ليبيا بلغت مستوى عالياً من التنسيق في الأشهر القليلة الماضية، وأهدافها عديدة،

منها السيطرة على الموانئ البحرية والاستفادة من ثروات البلاد عن طريق استغلال حالة الفوضى فيها،

أو عن طريق تأجيج الصراعات عبر الدعم المباشر والخفي لجميع أطراف النزاع الداخلي في هذا البلد.

Advertisements