إعلام النظام السوري يفاجئ الموالين ويناقش موضوعاً وصفوه ب”الجريء”
أثار التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري موجة سخرية كبيرة بين أوساط الموالين،
بسبب مناقشته لظاهرة “التسول” في أوروبا، وتجاهله لمعاناتهم اليومية مع “الطوابير”
وتناولت حلقة اليوم الاثنين من برنامج “صباح الخير” الذي تبثه “الفضائية السورية” ظاهرة “التسول” في الصين وأوروبا،
وأن الدخل الشهري للمتسول هناك يصل إلى 700 دولار أمريكي، وضرورة وضع تلك البلدان خطط للحد من هذه الظاهرة بدلاً من تشجيعها
وزعمت إحدى المذيعات أن القارة الأوروبية من أكثر الأماكن في العالم التي تنتشر فيها ظاهرة “التسول” بشكل كبير،
وأن الحكومة الفرنسية تضع في شوارع العاصمة باريس شاخصات إرشادية كإشارات المرور في سوريا،
عليها عبارات تشير إلى وجود متسولين على هذا الطريق أو على المنعطفات
المفارقة العجيبة في هذه الحلقة، هي أن تلفزيون النظام تجاهل المآسي والأزمات التي يعاني منها السوريين المقيمين في المناطق الواقعة تحت سيطرته، المتمثلة بنقص أدنى مقومات الحياة، كالخبز والكهرباء والمحروقات والرعاية الصحية، ووقوف الأهالي بشكل يومي ولساعات بطوابير الانتظار أمام الأفران ومحطات الوقود للحصول على المخصصات المحددة لهم
وبعد عرض الحلقة انهالت التعليقات الساخرة والغاضبة في آن واحد، من قبل الموالين للنظام، بسبب ما قالوا إنه “انفصال عن الواقع”،
والاستهتار بمعاناة المواطن السوري وتشتيت انتباهه، من خلال تسليط الضوء على ظواهر ليست ضمن اهتماماته أو أولوياته
وعلق المواطن “مازن خوري” على الحلقة بتوجيه الانتقاد للنظام وإعلامه، بقوله: “هذا الإعلام مصاب بالعته والتخلف العقلي، ويلاحظ انعدام الثقافة والغباء المطلق لدى معظم العاملين فيه، أعتقد أنه ممنوع من العمل فيه أي إنسان بيفهم شوي”
وانتقدت “سوسن واكيم” مناقشة هذه الظاهرة في أوروبا والصين، رغم انتشارها بشكل كبير في العاصمة دمشق وعدم الحديث عنها،
فيما أبدت “لاما سعد” استغرابها من تناول هكذا ملف قائلة: “لأن ما عندنا مشاكل يناقشوها راحوا على أوروبا”
من جانبها، طالبت “سالي بشور” المذيعة التي تحدثت عن “التسول” في أوروبا إلى النزول إلى الشوارع في مناطق سيطرة النظام،
والوقوف على حقيقة الوضع المأساوي هناك، ومن ثم الحديث عن مشاكل باقي دول العالم
اقرأ ايضا : انتخابات بشار الأسد في إدلب المحررة و الهيئة السياسية تشرح
جدير بالذكر أن النظام السوري أعلن في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، إلقاء القبض على 500 في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وإخوانهم إلى القضاء، وذلك في مؤشر واضح على تصاعد هذه الظاهرة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية وانهيار قيمة الليرة وانخفاض قيمة رواتب الموظفين إلى ما دول الـ20 دولار شهرياً