تخطى إلى المحتوى

“هدية على طبق من ذهب” يحصل عليها أردوغان

  • أخبار
أردوغان: عام 2021 سيكون عام الإصلاحات الإقتصادية

“هدية على طبق من ذهب” يحصل عليها أردوغان

أثناء كلمة له أمام الجمعية العامة للبرلمان التركي، الثلاثاء، هتف نواب حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية لزعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو لحثه على الترشح لمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا، قبل أن يرد عليهم: “ومن أين تعلمون إن كنت سوف أترشح أم لا”،

في رد غامض أجمعت الأوساط السياسية والإعلامية في تركيا على اعتباره إشارة نادرة على نيته الترشح بالفعل للانتخابات المقبلة.

والانتخابات الرئاسية في تركيا مقررة عام 2023، إلا أن النقاش حولها بدأ مبكراً في تركيا

في ظل سعي المعارضة للتوحد مبكراً خلف مرشح واحد لكي تتمكن من تعزيز فرصها في الفوز بهذه الانتخابات المصيرية

التي تأمل من خلالها في إنهاء قرابة عقدين من حكم حزب العدالة والتنمية وأردوغان،

“هدية على طبق من ذهب”

كما أن كافة الأحزاب تستعد لسيناريو احتمال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

على الجانب الآخر، تلقت أوساط حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية شريكي الحكم الخبر بفرحة عارمة وتفاؤل كبير بإمكانية حسم الانتخابات الرئاسية المقبلة بسهولة لصالح أردوغان إذا كان منافسه كليتشدار أوغلو الذي امتنع طوال الانتخابات الماضية عن خوض المعركة ومواجهة أردوغان ولجأ على الدوام لتسمية مرشحين من أعضاء الحزب أو من خارجه وهو ما ولد انتقادات لاذعة له من داخل الحزب وخارجه.

ووجد أردوغان في هذا الأمر مدخلاً لتوجيه انتقادات حادة لزعيم المعارضة عبر وصفه بـ”الجبان” الذي لا يجرؤ على مواجهته في الانتخابات، ولكن ضمنياً تمنى الرئيس التركي على الدوام أن يواجهه كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية وسط اعتقاد عام بأن ذلك سيكون “هدية على طبق من ذهب” لأردوغان الذي سيتمكن بسهولة من هزيمته بحسب استطلاعات رأي وتقديرات معظم المحللين السياسيين بالبلاد.

وفي أول تعقيب له على تلميح كليتشدار أوغلو بنيته الترشح للانتخابات الرئاسية،

قال دولت بهتشيلي زعيم حزب الحركة القومية شريك أردوغان بالحكم: “كان خطاباً مبشراً للغاية،

يفهم منه أن كليتشدار أوغلو سيكون مرشح تحالف الذل (في إشارة إلى تحالف الأمة الذي تقوده المعارضة)”.

يقود كليتشدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري منذ عام 2010 عقب استقالة الرئيس السابق للحزب دينيز بايكال،

وفي عام 2014 رفض دخول الانتخابات الرئاسية مقابل أردوغان وفضل دعم مرشح من خارج الحزب

بالتوافق مع أحزاب المعارضة وجرى التوافق على أكمل الدين إحسان أوغلو الذي انتصر عليه أردوغان بسهولة،

كما رفض مجدداً خوض المعركة الانتخابية أمام أردوغان في انتخابات 2018

ورشح محرم إنجي النائب عن الحزب لخوض هذه الانتخابات قبل أن يخسر هو الآخر ويجلب مزيدا من الانتقادات لزعيم الحزب.

وباستثناء بعض النجاحات الذي حققها الحزب في الانتخابات البلدية الأخيرة عبر الفوز برئاسة بلديات عدد من المحافظات الكبرى،

شهدت فترة قيادة كليتشدار أوغلو لأكبر أحزاب المعارضة خسارة سلسلة طويلة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية،

وفشل خلال فترة قيادته في إسقاط أردوغان أو هزيمة الحزب الحاكم

وهو ما ولد له انتقادات متصاعدة داخل الحزب لفشله في إيصال الحزب للحكم على مدى 10 سنوات.

أما الانتقادات من الحزب الحاكم فتأخذ بعداً آخراً، حيث ترى في كليتشدار أوغلو شخصية سياسية يسهل مهاجمتها وإقناع الجمهور بعدم أهليتها للوصول إلى الرئاسة، وطوال السنوات الماضية ركز أردوغان دعايته الانتخابية على مهاجمة تاريخ كليتشدار أوغلو السياسي لا سيما فترة ترؤسه لهيئة التأمين الصحي في البلاد بين عامي 1992 و1999 وهي الفترة التي كان القطاع الصحي في تركيا يشهد انهياراً كبيراً.

اقرأ ايضا : عالم تركي: هذا ما سيفعله لقاح كورونا

وخلال الحملات الانتخابية، كان يكتفي أردوغان ببث مقاطع فيديو وتقارير تلفزيونية أرشيفية عن أوضاع المستشفيات في تلك الفترة لا سيما الانتظار لساعات طويلة على أبواب المستشفيات وسوء الخدمات الصحية وشكاوى المواطنين من عدم توفر الدواء، في دعاية كانت تثير الخوف

لدى شريحة واسعة من الشعب التركي من التصويت للشعب الجمهوري بشكل عام وكليتشدار أوغلو بشكل خاص.

كما أن كليتشدار أوغلو لديه سجل طويل من التصريحات والمواقف السياسية المثيرة للجدل والتي يسهل من خلالها مهاجمتها

لا سيما فيما يتعلق بالعلمانية والدين والحرب على الإرهاب والعمليات العسكرية خارج البلاد والتعامل مع القضية الكردية والعلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة،

وجميعها مواقف تقف عائقاً أمام اجتذاب أصوات أي شريحة من القوميين والمحافظين الأتراك، وهي الشريحة الأوسع في البلاد.

يضاف إلى ذلك كله، أن كليتشدار أوغلو محسوب على التكتل اليساري العلماني داخل الشعب الجمهوري والذي لم يعد قادراً على حصد أصوات تؤهله للفوز في أي انتخابات بتركيا، فالنجاح الوحيد لكليتشدار أوغلو خلال فترة رئاسته هو الفوز برئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة وهو الفوز الذي لم يكن ليتحقق لولا اختياره مرشحين ذوي توجهات محافظة ولديهم مواقف معلنة باحترامهم للحجاب وتصالحهم مع الدين بعيداً عن المواقف العلمانية المتشددة.

لهذه الأسباب وغيرها يرى حزب العدالة والتنمية أن ترشح كليتشدار أوغلو للانتخابات الرئاسية المقبلة

يعتبر بمثابة هدية على طبق من ذهب لأردوغان الذي يتوقع أن يركز خلال المرحلة المقبلة على إحراج كليتشدار أوغلو وتحديه

من أجل إعلان ترشحه بشكل رسمي في ظل الاعتقاد الراسخ بأنه سيتمكن من هزيمته بسهولة في أي انتخابات مقبلة.

المصدر: القدس العربي

Advertisements