قالت صحيفة Die Welt، إن وباء فيروس كورونا المستجد، تسبب بإضعاف الجاهزية القتالية لقوات الناتو في دول البلطيق.
وعلى الرغم من أن عدد العسكريين المصابين بالفيروس، لا يزال ضئيلا ولكن المرض فرض تخفيض برنامج التدريب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إغلاق المعابر الحدودية بسبب الفيروس، قلل من حركة القوات وجعل عمليات نقلها بطيئة. في غضون ذلك، يواصل الجيش الروسي، تدريب قواته في الدائرة العسكرية الغربية بنفس الحجم السابق.
قبل فترة ظهرت في الإنترنت تصريحات لأمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، قال فيها إن الحلف سيسحب قواته في مايو 2020 من أراضي ليتوانيا، مما سيؤثر وفقا للصحيفة، ليس فقط على ليتوانيا نفسها بل وعلى الحلف بأكمله.
وذكر ستولتنبرغ، أن سبب الانسحاب هو زيادة عدد جنود الحلف المصابين بالفيروس. وتساءلت الصحيفة، هل سيعني ذلك أن ليتوانيا ستبقى لوحدها وجها لوجه مع موسكو “التي تستعرض عضلاتها”؟
وأشارت الصحيفة، إلى أن ليتوانيا منذ عام 2014 تعتبر نفسها “هدفا محتملا للسياسة العدوانية لجارتها الشرقية”، لذلك ترك تصريح ستولتنبرغ الحيرة في فيلنيوس، لكن اتضح لاحقا أن ستولتنبرغ، لم يصرح بشيء من هذا القبيل، وأن ما نشر عنه كان مزيفا.
وكتبت الصحيفة أن هذا الحادث، أظهر حجم التحدي الذي واجهته قوات الناتو في دول البلطيق مع انتشار فيروس كورونا المستجد. وتسبب الوباء بسيول من الأخبار المزيفة عن الجنود المرضى أو عن مختبرات الأسلحة البيولوجية السرية. وبحسب أحد دبلوماسيي الحلف، فقد ازداد عدد حملات التضليل الإعلامي الموجهة ضد قوات الناتو في دول البلطيق بشكل ملحوظ.
وترى الصحيفة، أن صحة جنود الحلف تتعرض فعلا لخطر حقيقي، وكمثال على ذلك تطرح مثال حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول”. وفي ليتوانيا، أصيب العديد من جنود الحلف بالفيروس، وقالت: “يخشى المراقبون أن لا يتمكن الحلف من ضمان الجاهزية القتالية لوحدته في البلطيق خلال الوباء، بالإضافة إلى ذلك، قد يضرب الوباء قدرة قوات الحلف على الحركة والتنقل، وبعد إغلاق الدول الأوروبية لحدودها، ظهرت عقبات أمام النقل السريع للقوات من الغرب إلى الشرق.
وتفيد معلومات الجيش الألماني، بأن عدد الجنود المصابين في ليتوانيا صغير، لكن رغم ذلك حدث شلل في نشاط التدريب.
أما بالنسبة لروسيا، فهي لم تقلل من برنامج التدريب، لكن مصدرا دبلوماسيا غربيا أكد أن النشاط الروسي الحالي لا يتجاوز “المستوى الموسمي المعتاد”.
وتقول الصحيفة، إنه مع الأخذ بالاعتبار وجود منظومات الدفاع الجوي “إس-400” وكذلك صواريخ “إسكندر” والصواريخ المجنحة الحديثة في كالينينغراد، تصبح روسيا قادرة على إغلاق المجال الجوي للحلف، مما سيحد بشكل كبير من قدراته على المناورة.
في حالة الغزو الروسي المفترض لدول البلطيق، سيكون تحت تصرف موسكو 27 كتيبة من الدائرة العسكرية الغربية يمكن وضعها بسرعة في حالة تأهب.
لهذا السبب طرح القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا بن هودجز، فكرة إقامة “شنغن العسكرية”، حيث يمكن لقوات الناتو التحرك بحرية في جميع أنحاء أوروبا، ولكن الآن، في ظل جائحة كورونا، انحصرت هذه الفكرة ولم يعد أحد يتذكرها.
تقول الصحيفة، إن القوات المسلحة الروسية ليست أيضا محصنة ضد الفيروس، وأشارت إلى أن الكرملين قرر تأجيل العرض العسكري بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين ليوم النصر على ألمانيا النازية.
المصدر: russian.rt