في ظل تظافر جميع الجهود في تركيا، لاحتواء فيروس كورونا، كان للنساء السوريات مساهمة مؤثرة وفعالة، من خلال مبادرة تطوعية، لإنتاج الكمامات، رغبة منهن في دعم التدابير الوقائية لمنع انتـ.ـشار الفيروس.
وأطلقت مجموعة نساء سوريات في ولاية شانلي أورفة التركية (جنوب)، هذه المبادرة، وهن نساء متدربات في مركز التدريب المهني التابع لهيئة الإغاثة التركية (IHH)، بقضاء أيوبية.
وتأتي فكرة المبادرة التطوعية في ظل تزايد الطلب في البلاد على الكمامات هذه الأيام، حيث يتم توزيعها على المحتاجين بشكل مجاني.
وقال مراسل الأناضول، إن “النساء السوريات في أورفة، بدأن بإنتاج كمّامات من أجل دعم التدابير الوقائية الرسمية، لمنع انتشـ.ـار فيرورس كورونا”.
وتعدّ ولاية شانلي أورفة، إحدى أكثر الولايات التي استقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين بعد أن أجبـ.ـروا على مغادرة بلادهم بسبب الحـ.ـرب الأهلية.
وقال مدير المركز، محمد شاها، إنه “جاء إلى تركيا قبل 7 سنوات، هـ.ـربًا من الحـ.ـرب الأهلية التي تشـ.ـهدها سوريا”.
وأشار شاها في حديث لمراسل الأناضول، أن “أفراد المجتمع يحاولون اتخاذ جميع أنواع الإجـ.ـراءات للحـ.ـماية من الإصـ.ـابة بفيروس كورونا”.
ولفت إلى أن “معظم الناس بحاجة إلى كمامات من أجل الوقـ.ـاية من الإصـ.ـابة بالفيروس، ومن هنا جاءت فكرة المبادرة التطوّعيّة”.
وأفاد أن “النساء في المركز يعملن على تلبية الحد الأدنى من حاجة الناس للكمامات، التي تشهد في الواقع طلبًا في هذه الأيام”.
** يتم توزيع الكمامات مجاناً على المحتاجين
وأضاف شاها أن “المتطوعات في المركز ينتجن نحو ألف قطعة من الكمامات يوميًا، وأن مركز هيئة الإغاثة التركية يقوم بتوزيع هذه الكمامات مجانًا على المحـ.ـتاجين”.
وقال: إن “إخواننا وأخواتنا في تركيا قدموا لنا الكثير من المساعدات حتى الآن، لذلك نعمل نحن بدورنا على المساهمة ولو بشكل بسيط في دعم التدابير الوقائية لمنع انتـ.ـشار فيروس كورونا”.
وأردف: “في الواقع، نحن نتمنى تقديم المزيد من المساهمات لإخواننا الأتراك الذين فتحوا لنا أبوابهم وقلوبهم”.
وأشار شاها إلى أن “هيئة الإغاثة التركية تعمل على توزيع الكمامات مجانًا على الفقراء والأيتام دون تمييز بين السوريين والأتراك”.
بدورها ذكرت أليف موسى، وهي إحدى التركمانيات السوريات المتطوعات في المركز، أنها “تعمل على إنتاج الكمامات لصالح جميع المحـ.ـتاجين من الأتراك والسوريين”.
وقالت موسى إن “المتطوعات تعملن بكل جد في المركز، من أجل المساهمة في دعم تـ.ـدابير منع انتشار فيروس كورونا، من خلال إنتاج الكمامات”.
وتابعت: “نحن نعمل بجد من الصباح حتى الساعة الخامسة مساءً، من أجل انتاج أكبر عدد ممكن من الكمامات”.
** مساهمات لخدمة المجتمع
وأشارت أليف إلى أن “الجميع يحاول الكشف عن أفضل ما يستطيع القيام به من أجل خدمة المجتمع، معربة عن أن المتطوعات السوريات يقدمن تضحيات مهمة في إطار هذه المساهمة”.
من جهتها، قالت فضيلة حسين، وهي أم لثمانية أطفال من مدينة حلب السورية، إنها “شاركت في هذه المبادرة التطوعية، تعبيرًا عن شكرها للدولة والشعب التركي الذين لم يألوا جـ.ـهدًا في دعم الشعب السوري في محنته”.
بدوره، قال ممثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية في ولاية شانلي أورفة، بهجت أتيلا، إن “المتطوعات السوريات يعملن بكل جد وحماسة لإنتاج الكمامات، رغبة منهم في تقديم المساعدة بدعم تدابير الوقاية من كورونا”.
كما أشار أتيلا أن “إدارة المركز حرصت على اتخاذ التدابير اللازمة مثل تعقيم المركز، من أجل الحفاظ على خلو المقر من فيروس كورونا وحماية المتطوعات السوريات من الإصـ.ـابة بالفيروس”.
** إنتاج الكمامات يخـ.ـضع لرقابة مديرية الصحة
وأوضح أن إنتاج الكمامات في المركز، “يجري تحت رقابة مديرية الصحة في ولاية شانلي أورفة”.
وقال: “نحن نقوم بعمل ألف كمامة يوميا بفضل الجهود التي تبذلها المتطوعات السوريات، ونقوم بتوزيع تلك الكمامات على العائلات الفقيرة”.
وختم بالقول: “نود أن نشكر إخواننا السوريين الذين تركوا أطفالهم طوعًا في المنزل وأتوا للمساهمة في إنتاج الكمامات ودعم الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات الرسمية التركية”.
الاناضول