كثّف الجـ.ـيش التركي خلال الأيام القليلة الماضية من تعـ.ـزيزاته إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، تزامناً مع إرسال الميليـ.ـشيات الروسية قـ.ـوات إضـ.ـافية إلى نقاط تمركزها في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الغربي، على الرغم من اتفاق كل من الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين” على وقـ.ـف إطـ.ـلاق النـ.ـار في المحافظة اعتباراً من الخامس من شهر آذار الماضي.
وأدخلت تركيا إلى إدلب مؤخراً وحـ.ـدات عسـ.ـكرية كانت قد شاركت في معـ.ـركتي “غصن الزيتون” بمدينة عفرين شمال حلب، و”نبع السلام” شمال شرقي سوريا، إضافةً لمقـ.ـاتلين من القـ.ـوات الخـ.ـاصة ذات الخبرة، ووحدات من “الكوماندوز”، وقد أوضح “معهد دراسات الحـ.ـرب” الأمريكي أن الجيـ.ـش التركي أرسل إلى إدلب خلال شهري شباط وآذار الماضيين قرابة 20 ألف مـ.ـقـ.ـاتل، من ضمنهم لواء الكوماندوز الخامس المتـ.ـخصص في الحـ.ـروب الجبلية.
واعتبر المعهد أن الهدف من مواصلة تركيا نشر قـ.ـواتها في إدلب، هو الاستعداد لاحتمال استئناف المعـ.ـارك في المحافظة، خاصةً مع فـ.ـشل تسيير الدوريات المشتركة المقررة على طريق “حلب – اللاذقية”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي التركي “طه عودة أوغلو” أن الأيام المقبلة ستكون حـ.ـاسمة في ريف إدلب الجنوبي، مع احتمالية بَدْء معـ.ـارك عنـ.ـيفة بين القـ.ـوات التركية والفصائل الثورية من جـ.ـهةٍ، والميليـ.ـشيات الروسية والإيرانية من جهةٍ أخرى، مضيفاً أن تركيا والفصائل تتأهبان لتلك المواجـ.ـهة بكامل قـ.ـواتهما.
وقال “أوغلو”: “على الرغم من اتفاق وقـ.ـف إطـ.ـلاق النـ.ـار الذي أبرم بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في الخامس من مارس الماضي من أجل إنهاء المـ.ـواجـ.ـهات العـ.ـسكرية في إدلب السورية، إلا أن أنقرة ما زالت تواصل تعزيز قـ.ـواتها في تلك المنطقة حيث دخلت خلال الأيام الماضية تعـ.ـزيزات عسـ.ـكرية جديدة إلى نقاط المـ.ـراقبة في محافظة إدلب وضمت التعـ.ـزيزات دبـ.ـابات وآلـ.ـيات عسـ.ـكرية ثقيلة”.
وأردف المحلل التركي في تصريحات خاصة بالقول: “مع قناعة الأتراك بأن الاتفاق مع روسيا يظل اتفاقاً هشاً كغيره من الاتفاقات السابقة لأنه لم ينص مطـ.ـلقاً على إقامة منطقة آمـ.ـنة، ولم يتطرق إلى مصير أكثر من مليون لاجئ يتكدسون أمام المعابر التركية الحدودية، لكن هناك وجهة نظر أخرى هنا في تركيا تقول: إن التعزيزات العسـ.ـكرية التركية الأخيرة ربما استعـ.ـداداً لجولة قـ.ـتال أخرى أكثر ضـ.ـراوة في حال انهـ.ـيار الاتفاق”.
وأوضح أنه وبالتوازي مع تحشـ.ـيد قـ.ـوات النظام والميليـ.ـشيات الإيرانية بدعم روسي، من خلال إرسال عناصرها لخطوط المـ.ـواجهة المباشرة في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، مدعـ.ـومةً بالعـ.ـتاد الثقيل بكافة أنواعه يمكن القول: إن الأيام المقـ.ـبلة حاسمة في ريف إدلب الجنوبي”.
وكان “مايكل كوفمان” الباحث في مركز التحليلات البحرية والخـ.ـبير في الجـ.ـيش الروسي قد اعتبر في تقرير لمجلة “ناشيونال إنترست” أن ما يجري في إدلب حالياً هو “حـ.ـرب باردة” بين كل من روسيا وتركيا اللتين تمتلكان قـ.ـوة عسـ.ـكرية متساوية في الشمال السوري، مضيفاً: “إن روسيا قوة عظمى سابقة ما زالت تحتفظ بجـ.ـيش كبير وأكبر ترسـ.ـانة من الرؤوس الحـ.ـربية النـ.ـووية في العالم، ولكن تركيا على الرغم من كونها واحـ.ـدة من أقـ.ـوى أعضاء حلف شمال الأطلسي فهي قـ.ـوة متوسطة الوزن تفتـ.ـقر إلى الأسـ.ـلحة النـ.ـووية، ولكن “كما هو الحال في العقارات فإن الموقع هو كل شيء”.
ووَفْقاً لـ”كوفمان” يعتقد الخبراء أن أيَّ اتفاق لوقـ.ـف إطـ.ـلاق النـ.ـار في إدلب سيكون مؤقتاً في أفضل الأحوال، والسؤال هو ما إذا كان ما بين تركيا وروسيا لا يمكن فيه التوفيق بينهما، أم هي مجـ.ـرد أهـ.ـداف مختلفة يمكن تحقـ.ـيقها بشكل متبادل.
واسـ.ـتدرك قائلاً: “من المفهوم أن الجيـ.ـش الروسي سيتدخل نيـ.ـابة عن النظام السوري إذا تهـ.ـدد استقرار النظام وبقاؤه، لكن لن يتدخل نيابة عنه في إدلب؛ لأن روسيا لا تحتاج إلى إدلب، في المقابل ترغب تركيا برؤية زوال بشار الأسد على الأقل؛ لأن الهـ.ـجوم في إدلب دفع قرابة مليون لاجئ نحو الحدود التركية”.