لم تتخلَّ قيادة حزب الشعب الجمهوري عن سياساتها السلبية حتى في مواجهة فيروس يتفشى في كل أنحاء العالم. فلم يقتصر ذلك على سياسات التشويه التي تتبعها ضد الحكومة فحسب، بل ظهر أيضًا في قرارات فصل أعضاء من الحزب.
وبينما ينشغل العالم وتركيا بصد هجوم فيروس كورونا، يتمثل جل هم قيادة حزب الشعب الجمهوري بإسكات الأصوات المتعددة داخل الحزب.
فأمس الأول، فصل المجلس التأديبي في فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول الرئيس السابق لنقابة محاميي إسطنبول البروفيسور أوميت قوجة صاقال، الذي سبق له الترشح لرئاسة الحزب، و النائب السابق عن الحزب، مساعد الأمين العام محمد سوفيغين، والمحامية إيرام تشيشك.
السبب في فصل الأعضاء الثلاثة هو حديثهم إلى قناتين تلفزيونيتين إخباريتين (CNNTürk، a Haber). قرار قيادة حزب الشعب الجمهوري، التي لا تعرف حدودًا في حرية التعبير حتى فيما يتعلق بأعضاء تنظيم “غولن”، ضد أبناء الحزب تلقى الكثير من ردود الأفعال الرافضة.
يقول يلماز أتيش، أحد نواب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، وتعرض للفصل من الحزب بنفس الطريقة: “في فترة يجتاح فيروس كورونا فيها العالم بأسره، ويحصد الأرواح بلا هوادة، فصلت قيادة حزب الشعب الجمهوري، التي تعتبر نفسها معاصرة، النائب السابق للأمين العام للحزب، ورئيسًا ناجحًا سابقًا لنقابة محاميي إسطنبول، ومحامية شابة ناجحة. من الواضح أن القيادة اعتبرت أصدقاءنا الثلاثة هؤلاء أخطر من الفيروس”.
زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو، الذي دافع حتى عن الكوادر الصحية المفصولة من العمل في القطاع العام بسبب علاقاتها مع تنظيم “غولن” الإرهابي، تلقى اتهامات من جانب يلماز، بأنه “يحقن الحزب بفيروس جديد، بواسطة حقنة”.
وأضاف يلماز: “بينما تدعو قيادة الحزب الحكومة إلى إيلاء الأهمية لوحدة الصف، تعمل هي على تخريب وحدة الصف داخل الحزب. لا يمكن للفيروس الجديد، الذي يجري حقنه بواسطة حقنة إلى الحزب المؤسس للجمهورية، أن يحيا عن طريق فصل الأعضاء من الحزب”.
وتابع قائلًا: “لأن فيروس كوفيد-19 كشف عن حقيقة أن على كل بلد البناء على هيكل جديد توفر له الاكتفاء الذاتي. وهذه هي الفلسفة الأساسية لحزب الشعب الجمهوري”.
محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس