تخطى إلى المحتوى

أمريكا تقلب الطاولة على الروس في سوريا: وداعاً أستانا وسوتشي…مرحباً جنيف

أستانا

لا اثق بمسار ( استانا )، و قناعتي انه مسار ( امريكي ) بامتياز هدف الى :

– ضبط ايقاع تدمير سورية البشر والحجر عن طريق مقاولين تم تجسيدهم بالضامنين الثلاث، تم تطعيمهم ببعض الجماعات الارهابية التي يجمع بينها ( التصنيع – التصدير – الاستيراد ) وهي خطوات مخابراتية بامتياز …

– المحافظة على ( النظام ) السوري مجسداً ( بحكم العائلة ) حيث كان للتحالف ( الصهيو – امريكي ) ان يوظف في شخص ( بشار الاسد ) ابشع وأقذر توظيف، وان تستثمر فيه، مالم يشهده التاريخ من استثمار لجهة الوضاعة عن طريق (الإستحمار)، ومن هنا انظر بارتياب الى اي حراك سياسي، يحاول ان يضبط ايقاعات العمل العسكري في هذه البقعة من سورية او تلك وعليه اقول ما انا عليه من قناعة رغم كل ماقيل ويقال :

– منطقة خفض التصعيد الرابعة وعلى المدى المنظور والقريب لن تكون افضل حالا من سابقاتها الثلاث …

– ولو بعد حين سيسمح للحكومة السورية بإعادة بسط سيطرتها على المنطقة، وهذا سيكون مؤقتاً، لأن القرار النهائي، يتضمن بسط سيطرة الدولة السورية على اماكن تواجد التركي ومن يدور في فلكه من السوريين في مساحات تمت السيطرة عليها من الارض السورية بموجب عمليتي ( درع الفرات ) و ( غصن الزيتون )…

وعليه :

فرغم ان قناعتي متوفرة لجهة ان لا حل عسكري للمعضلة السورية، وان الحل سيكون سياسياً بامتياز، لكنه لن يكون بحال من الاحوال عبر مسار ( استانا )، وان الحل اولا وأخيراً، سيكون عبر ( جنيف ) وبرعاية أممية غير مجتزأة، وارضية هذا الحل تختزل بالقرارين الأمميين ( ١٨٠١ ) و ( ٢٢٥٤ )، اللهم اذا صدرت الاشارة بشيء من هذا من قبل الامريكان الذين ينفذون سياسة الكيان في المنطقة عموما وفي سورية خصوصاً…

وعلى خلفية ان ( لا رأي لمن لا يطاع ) فأنا ارى ان كل التوافقات التي تمت وتتم بين ( الروسي – التركي ) لاتعدو ان تكون اتفاقات تكتيكية ومؤقتة، وغالبا مايكون الدافع إليها مصلحة كلا الفريقين لكن لا مصلحة حقيقية ( لكل ) سورية كون الطرفين الضامنين كل منهما يجسد رؤية بعض من أهل سورية الذين أُمّْعِنَ في تجزئتهم وتقسيمهم جغرافياً وفئوياً…

وفي سياق كسب الوقت وكخطوات اراها تكتيكية ومؤقتة فقد كانت وزارة الدفاع الروسية، قد اكدت اليوم السبت أن المفاوضات العسكرية بين موسكو وانقرة حول إدلب كانت ( بناءة )، وأن نتائجها ستسمح بتطبيق كل الاتفاقات بين الطرفين حول هذه المنطقة…

لتضيف الوزارة، في بيان لها ( جرت المفاوضات في أنقرة مع الشركاء الأتراك في أجواء بناءة وستسمح نتائجها بتطبيق كل الاتفاقات الخاصة بمنطقة إدلب لخفض التصعيد والتي تم التوصل إليها بين الرئيسين الروسي والتركي يوم الخامس من آذار في موسكو ) …

وكان البيان قد اشار الى أنه ( سيتم غدا، في ١٥ آذار تسيير أول دورية روسية تركية مشتركة في الطريق M-4 بموجب هذه الاتفاقات )…
في هذا السياق كان وزير الدفاع التركي ( خلوصي أكار )، قد قال يوم امس الجمعة، بأن المفاوضات العسكرية بين روسيا وتركيا في أنقرة تكللت بالتوقيع على اتفاق حول بنود وقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غربي سورية، ينص على تسيير دوريات مشتركة يوم ١٥ اذار على طول الجانب المحدد للطريق M-4 الدولي وإنشاء مراكز تنسيق بين الجانبين لمراقبة سير الهدنة…
وختاماً :

– أؤكد ان لاحلاً ناجعاً للمعضلة السورية، يمكن ان يؤدي اليه مسار ( استانا ) …

– وان الحل أممي بامتياز، وعلى ارضية بيان جنيف ١ ، والقراران الأمميان ( ١٨٠١ – ٢٢٥٤ ) …

– وهذا لن يكون الآن، وكل مانراه من قرارات وحركات ضمن مسار استانا لا يعدو ان يكون حركات التفافية مجتزأة، واراهن هنا ان تركيا ولو بعد حين ستفعل بإدلب مافعلته يوما بالشطر الشرقي من حلب في نهاية العام ٢٠١٦ .

صلاح قيراطة

Advertisements