بعد مقـ.ـتل عشـ.ـرات من الجـ.ـنود الأتـ.ـراك بقصـ.ـف طـ.ـائرات نظام الأسد في جبل الزاوية بإدلب الخميس؛ دعـ.ـت السـ.ـلطات التركية مواطنيها إلى التـ.ـبليغ عن مـ.ـؤيدي الأسد وداعـ.ـميه عبر منـ.ـصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تداول “منـ.ـشورات استـ.ـفزازية” عبر مواقع التواصل لمـ.ـؤيدي النظام ضـ.ـد تركيا وجيـ.ـشها.
في واقع الحال فإن هذه الخطوة من قبل الجانب التركي سبق أن طالب بها مراراً اللاجئون السوريون الذين فروا من ظـ.ـلم وبطـ.ـش نظام الأسد في بلادهم، فـ.ـفي تركيا يوجد الكثير من مـ.ـؤيدي نظام الأسد يعيـ.ـشون تحت مسمى “اللجوء”، ولا يبالون بإظـ.ـهار تأيـ.ـيدهم للنظام بشكل علني، سواء عبر مواقع التواصل أو من خلال الأحاديث الجانبية التي تدور بين السوريين فيما بينهم أو بين السوريين والأتراك.
إذن فإن هذه الخطوة وبالرغم من أنها جاءت متأخرة بعد مرور سنوات على الوجود السوري في تركيا إلا أنها تبقـ.ـى خطوة إيجابية كما يرى الكثير من السوريين الذين يرفـ.ـضون وجود مـ.ـؤيدين للنظام في تركيا بعد أن قَـ.ـتلَ وهجَّـ.ـر ملايين السوريين، وتسبّـ.ـب بهذه الأزمة التي شهدتها سوريا لأول مرة في تاريخها، وكان لها تـ.ـداعيات خطـ.ـيرة حتى على تركيا، وذلك بعد موجة الهجرة التي لا يزال نظام الأسد يتسبب بها نحو الحدود التركية، فضلاً عن ضـ.ـلوع النظام بدعـ.ـم أحزاب انفـ.ـصالية معادية لتركيا.
لكن وفق ما يرى الكثير من السوريين فإن أول من يجب أن يتم طـ.ـرده من الأراضي التركية هي القـ.ـنصلية السورية في إسطنبول التي تدر على النظام ملايين الدولارات شهرياً، وتذهب جل هذه الأموال لتمـ.ـويل الحـ.ـرب ضـ.ـد السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، لاسيما في إدلب التي تشهد في الوقت الحالي أكبر موجة من العمـ.ـليات العسـ.ـكرية.
بعملية حسابية بسيطة يمكن معرفة القدر الكبير من الأموال التي يستفيد منها النظام من القنصلية السورية في إسطنبول، إذ يراجع القنصلية بشكل يومي أكثر من 150 مراجعاً من السوريين، وبمعدل تقريبي فإن كل واحد منهم يدفع بين 100 إلى 800 دولار بحسب نوع المعاملة، ما يعني أن النظام يُدخِلُ إلى خزائنه ملايين الدولارات شهرياً بفضل القنصلية الموجودة في إسطنبول وترفع علم النظام وسط الشارع، كما تضع صورة قـ.ـاتل السـ.ـوريين وسط البناء، في استفزاز لمشاعر السوريين الذين يضـ.ـطرون للدخول إليها نظراً لما تطلبه السـ.ـلطات التركية من أوراق يجب أن تكون مصدقة من القنـ.ـصلية، بالرغم من وجود بدائل يمكن لتركيا الاسـ.ـتعاضة عنها من خلال تصديق أوراق السوريين عبر الائتلاف الوطني السوري المدعـ.ـوم أصلاً من تركيا، أو إعـ.ـفاء السوريين من تصديق أغـ.ـلب المعاملات أو إعفائهم من تجديد جوزاتهم.
بعد حـ.ـادثة مقـ.ـتل الجـ.ـنود الأتراك في جبل الزاوية والقصـ.ـف المتكرر ضـ.ـد نقاط المراقبة التركية وما يخلفه من قتـ.ـلى من الجـ.ـيش التركي فإن وجود علم النظام مرفرفاً في إسطنبول يجب أن يثير حفيظة حتى الأتراك، وليس السوريين فقط، فهذه القنـ.ـصلية تشارك بشكل غير مباشر في قـ.ـتل أبنائهم من خلال الأموال التي ترسلها للنظام، هذا فضلاً عن أنها تحولت إلى بـ.ـؤرة فـ.ـساد أكبر حتى من بـ.ـؤر الفسـ.ـاد في مؤسسات النظام، وذلك في ظل عمليات التـ.ـشليح والنـ.ـهب التي تطـ.ـال المراجـ.ـعين السوريين.
ومن أهم النقاط التي يجب معرفتها عن القنصلية أنها تحولت إلى مركز عسـ.ـكري للنظام بشكل مباشر، ففيها يستقبل النظام من يرغبون في “تسوية” وضـ.ـعهم، وذلك كي يدخلوا إلى سوريا بدون أن يعـ.ـترض أحد من قـ.ـوات النظام طريقهم، وأغلب من يتم “تسـ.ـوية” وضعه من الشباب من غير الملتـ.ـحقين بالخدمة الإلزامية أو المنـ.ـشقين وغيرهم، يتم لاحقاً تجـ.ـنيده في صفوف قـ.ـوات النظام للقتـ.ـال ضـ.ـد قـ.ـوات الجـ.ـيش الحر والقـ.ـوات التركية في إدلب، ولعل هذه أهم نقطة يجب على المسؤولين الأتراك الوقوف عندها واتخاذ موقف حازم لإغلاق قنصلية الأسد التي باتت تشارك في قـ.ـتل السوريين… وحتى الأتراك.