تتواصل التـ.ـهـ.ـديدات التركية ضـ.ـد النظام السوري، بعد حـ.ـادثـ.ـة استـ.ـشـ. ـهاد الجنود الأتراك بإدلب، تزامنا مع تعزيزات عسكـ.ـرية مستمرة، وجهود دبلوماسية لم تتوقف، وتحاول أنقرة صـ.ـد هـ.ـجـ.ـوم النظام بدعم روسي على مناطق في أرياف إدلب.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة “خبر ترك”، إن أنقرة مصممة على صـ.ـد نظام الأسد ور دعـ.ـه، رغم وجود عقـ.ـبـ.ـة وحيدة وهي “المجال الجوي”، موضحة أن “القوات التركية ستـ.ـشـ.ـن هـ.ـجـ.ـومـ.ـا شـ.ـديدا على أهـ.ـداف للنظام السوري، إذا لم تنســ.ـحب من منطقة خـ.ـفـ.ـض التـصـ.ـعـ.ـيد”.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته “عربي21″، إلى أن العـ.ـقـ.ـبـ.ـة الوحيدة أمام القوات التركية، مـ.ـنـ.ـع روسيا لها من استخدام المجال الجوي في شمال سوريا، مؤكدة أن روسيا سوف تضـ.ـغـ.ـط على النظام السوري للانـسـ.ـحاب من منطقة خـ.ـفـ.ـض التـ.ـصـ.ـعيد.
ولفت إلى أن تركيا لن تلـ.ـجأ إلى الدبلوماسية، دون تغيير المعادلة العسكـ.ـرية في إدلب، وانسحـ.ـاب النظام السوري، مشددة على أنها قد تلـجـ.ـأ لاستخدام المجال الجوي لـ.ـردع قوات الأسد سواء أكان مجالها مـتـ.ـاحا لها أم لا.و
استـ.ـدركت الصحيفة، أنه في 3 شباط/ فبراير الماضي، عندما قامت قوات النظام السوري بقـ.ـصـ.ـف مـ.ـدفـ.ـعي استـهـ.ـدف القوات التركية، حاولت طائرات أف16 التركية، دخول المجال السوري، ولكن طائـ.ـرات سو35 الروسية قامت بـمـ.ـنـ.ـعـ.ـها.
وأكدت أن نقاط المراقبة تعد ذات أهمية كبيرة بالنسبة للقوات التركية، مشيرة إلى أن روسيا وإيران بواسطة النظام السوري، تسعيان لإخـ.ـراج تركيا من المعادلة السورية في الشمال بشكل كامل.
وأضافت أنه في الوقت الذي اجتمع فيه الوفد الروسي مع نظيره التركي في أنقرة، هـ.ـاجـ.ـمـ.ـت قوات النظام السوري نقاط المراقبة، وعلى الرغم من استهـ.ـداف القوات التركية لمواقع جيش الأسد، فإن التفوق التكتيكي في الميدان ما زال لصالح الأسد وروسيا.
المجال الجوي
وأوضحت أن القوة الـمـ.ـعـ.ـادية التي تعمل في الشمال السوري، هي قوات النظام وحزب الله ومليشـ.ـيات إيرانية، ومجموعات “واغنر” الروسية، فيما يوفر الجنرالات الروس الدعم الميداني والمساندة عبر الجو، منوهة إلى أن تركيا أرسلت لوائين كاملين من الجيش التركي (اللواء يتكون من 5 آلاف جندي).
وأضافت أن روسيا لا تستجيب للطلب التركي، لفتح المجال الجوي أمام الطائرات التركية في شمال سوريا، مشيرة إلى أن المحادثات بين الجانبين في أنقرة بشأن هذه المسألة كانت سلـ.ـبــ.ـية، ومن المقرر أن تطـ.ـرح بين أردوغان وبوتين.
وميدانيا، نـ.ـوهت الصحيفة إلى أن الغرض الوظيفي والتكتيكي للقوات التركية في إدلب، ما زال غير واضح المعالم، لافتة إلى أنها ستُحدد بتوجيهات من السلطات السياسية في أنقرة.
ولفتت إلى أن قوات النظام المتقدمة ميدانيا، والقواعد التركية أصبحت متداخلة، لذلك فإن القوات التركية تحاول تحقيق أمن مناطق سيطـ.ـرتها بالـ.ـقـ.ـصـ.ـف المـ.ـدفـ.ـعي على المديات القريبة، ولا يمكن لها استخدام المديات البعيدة لذلك، والمطلوب حاليا هو إبعاد قوات النظام عن القواعد التركية، وتخفيف الضـ.ـغـ.ـط عنها.
وشـ.ـددت الصحيفة على ضـ.ـرورة إنشاء مركز لتنسيق الأزمـ.ـات بشأن إدلب وتعيين مسؤول عنه، وتقوم الجهات العسـكـ.ـرية والسياسية والدبلوماسية بالتنسيق فيما بينها.
وأشارت إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يسعى لتأمين الطريق الدولي ما بين دمشق وحلب بسبب أزمـ.ـتـ.ـه الاقتصادية، ولكنه كلما يزداد قوة، فسيرغب بالسـيـ.ـطرة على المزيد من المناطق.
وذكرت أن الرئيس الروسي سوف يتخذ قراره الأخير، فإما أن يجـ.ـبـ.ـر الأسد على “التوقف والانـ.ـسـ.ـحـ.ـاب” للحفاظ على علاقته الاستراتيجية مع تركيا، أو سيدعمه ويقول له “استمر وهـ.ـاجـ.ـم”، وعليه فإن أنقرة إن وصلت الأمور لهذه النقطة، فستستخدم طائراتها المجال السوري سواء أكانت مفتوحة أم مغـلـ.ـقة أمامها بأي شكل لضـ.ـرب النظام السوري.
وحول إمكانية السماح الروسي لتركيا باستخدام المجال الجوي السوري، فقد شـ.ـدد الخبير العسـكـ.ـري أحمد الرحال أن ذلك “شبه مستحـ.ـيل”، مشيرا إلى أن روسيا تُـ.ـصر على أن ما حدث “فردي”، ولا يستحق كل هذا الغـ.ـضـ.ـب التركي.
المـ.ـواجـ.ـهـ.ـة المفتوحة
واستـ.ـدرك الرحال في حديثه لـ”عربي21″: “هذا لا يعني انتهاء الموضوع من الجانب التركي”، مشيرا إلى أن “روسيا تريد استحداث اتفاقيات بناء على الواقع والخرائط الجديدة”.
ورأى الرحال أن “التراجع عن طريق دمشق-حلب الدولي تجاوز هذه النقطة، والروس لم يتحملوا هذه الضـ.ـغـ.ـوط حتى يتراجعوا”، معتقدا أن “مشكـ.ـلـ.ـة تركيا تكمن في مسألة متعلقة بطريق اللاذقية-حلب، والخـ.ـرق الذي حدث من سراقب وباتجاه الشمال والشمال الغربي، والسيـ.ـطـ.ـرة على بعض النقاط القريبة من إدلب”.
واستبـ.ـعد “الدخول في مـ.ـواجـ.ـهة مفتوحة بين روسيا وتركيا في سوريا، لأن موسكو تمتلك المجال الجوي السوري، وستضـ.ـرب كل الأهداف التركية التي ستعتبرها معـ.ـاديـ.ـة على الأرض”.
وأكد الرحال أن تركيا لا تستطيع الدخول في أي حـ.ـرب مفتوحة مع روسيا في إدلب، إلا إذا كان هناك دعم قوي من الناتو والولايات المتحدة، مستدركا: “واشنطن وأنقرة وموسكو والناتو غير معنيين بالوصول إلى الـصـ.ـدام المفتوح، وأكثر ما يمكن القيام به تنفيذ بعض الضـ.ـغـ.ـوط على روسيا”.
ولفت الخبير العسكري إلى أن تركيا استخدمت طائراتها المسيرة في الاستطلاع خلال الأيام الماضية، وربما يتم استخدام هذه الطائرات في الـقـ.ـصـ.ـف وإطلـ.ـاق الصـ.ـواريخ بالفترة المقبلة.
وذكر الرحال أنه “بحكم الجغرافية المتلاصقة بين مسرح الأعمال الـقـ.ـتـ.ـالية والأراضي التركية، فإنه يعد ميزان قوى لصالح الجيش التركي، إضافة إلى العنصر البشري الذي تمتلكه المعارضة السورية”، منوها إلى أن تركيا نقطة ضـ.ـعفـ.ـفـهـ.ـا فقط “الطيران”.
وأشار إلى أن تركيا أدخلت تقنيات متقدمة وصواريخ دفاع جوي للمـ.ـعـ.ـارك في إدلب، وهذه كلها معطيات تقف لصالح الجيش التركي، لكن هذا يعتمد على قرار الذهاب إلى الحـ.ـرب، لأنه قرار يحتاج إلى اقتصاد وجبـ.ـهـ.ــة داخلية متـ.ـمـ.ـاسكة وغطاء سياسي ومقدرات عسـكـ.ـرية.