تخطى إلى المحتوى

مشروع بنى تحتية لـ”المخيمات العشوائية” بريف إدلب

  • أخبار
2023819522

أطلقت جمعية خيرية، في عدد من مناطق ريف إدلب الشمالي مشروعاً يهدف إلى تأمين وتحسين البنى التحتيّة في المخيمات العشوائية، التي ظهرت نتيجة موجات النزوح الأخيرة بفعل الهجمات العسكرية على مناطق ريفي إدلب وحماة، لتأمين بيئة سكنيّة معقولة لسكّان المخيمات مع دخول فصل الشتاء وما يترتّب عليه من تبعات مناخية أبرزها تجنب الطوفان وغرق الخيام والطرقات.

مراسل “بروكار برس” عدنان الإمام، أجرى جولةً في المنطقة، وأفاد بأنّ المشروع الذي أطلقته “هيئة ساعد الخيرية” بدت ملامحه تظهر في العديد من تلك المخيمات المنتشرة في مناطق سرمدا وحارم وأطمة والدانا بريف إدلب الشمالي، حيثُ وجهةُ غالبية النازحين.

استجابة قبيل الشتاء

“عبادة عرواني” مدير المشروع، قال لـ بروكار برس، إنّ “المشروع يهدف إلى تحسين ظروف إقامة النازحين في المخيمات وتخفيف معاناتهم، من خلال إنشاء وتحسين البُنى التحتية في المخيمات لتفادي الفيضانات وحماية الخيام من الأمطار وتسهيل وصول النازحين إلى خيامهم ومخيماتهم في فصل الشتاء”.

ويبلغ أعداد المستفيدين من المشروع، أكثر من 15 ألف نازح من قاطني المخيمات العشوائية بريف إدلب، موزعين على أكثر من 15 مخيّماً.

طرقات ومصارف مائية

وعن تفاصيل المشروع أوضح “عرواني”، أنّ “أولى مراحله تبدأ، بقش وتسوية وتبحيص الطرقات العامة والفرعية في المخيمات لتحسين وصول النازحين، وذلك على طبقات بنسب رص معينة ووفقاً للشروط الفنية المحددة، وكذلك إنشاء أقنية تصريف مياه الأمطار والسيول الطرقية بأنواع وأحجام متعددة تتناسب مع معدلات الهطولات المطرية وتجمع المياه داخل المخيمات وعلى جانب الطرقات الرئيسية والفرعية ويكون لها أبعاد تختلف حسب حجم التصريف المطلوب في كل موقع، منها جانب الطرقات ومنها على أطراف المخيمات وتهدف كلها إلى تصريف مياه الامطار والسيول إلى مصبات المجاري الطبيعية ومنعها من إغراق المخيمات مرة أخرى”.

ويعمل المشروع أيضاً، وفقاً لـ”عرواني” على “إنشاء عبارات تصريف مياه (قسطلية وصندوقية الشكل) حسب الحاجة وكمية المياه عند تقاطع الطرقات وتهدف إلى تصريف المياه إلى الأقنية الطرقية التي بدورها تصرفها إلى مجاريها الطبيعية، فضلاً عن رفع أرضيات الخيم بطريقة صديقة للبيئة (باستخدام البحص المتجانس بطبقتين طبقة 16 سم خشن في الأسفل وطبقة 6 سم ناعم بالأعلى والبلوك وتثبيتها بالاسمنت) وتؤمن الحماية للعائلة من دخول المياه والرطوبة إلى أرضية الخيم في فصل الشتاء”.

ولفت “عرواني” إلى أنّ “المشروع لن يغفل عن الحالة الصحية في المخيم، عبر توفير كتل حمامات باستخدام الألواح مسبقة الصنع وإنشاء كتل حمامات جماعية تحتوي على حجرة تراعي احتياج ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وكتل ثنائية وفردية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وذلك للنساء والرجال”.

ترحيب من المهجرين

يجدُ قاطنو تلك المخيمات، في المشاريع المنفّذة مساهمةً جيدة في تحسين واقعهم وخاصةً مع دخول فصل الشتاء، بعد أن هجروا من قراهم وبلداتهم وتركوا منازلهم خلفهم هناك.

“أبو محمد” مهجر من جنوب إدلب، أشار لـ”بروكار برس” إلى أنّ النزوح صار أمراً مفروضاً عليهم، وهم الآن بحاجة إلى تحسين واقعهم المعيشي بعد أن عادوا إلى نقطة الصفر، على حدّ وصفه.

أما “أم حسام” وهي مهجرة إلى مخيمات منطقة سرمدا، أكدت أنّ الوضع سيتحسّن من خلال هذه المشاريع، فلا يمكن قضاء فصل الشتاء بدون طرقات ودورات مياه وكذلك مصارف مائية، وإلا سيكون مصيرهم الغرق.

وتتفاقم الكارثة الإنسانية لقرابة مليون مهجّر من مناطق التصعيد في ريفي إدلب وحماة، يأتي ذلك وسط استجابة إنسانية محدودة من قبل المنظمات الإنسانية والإغاثية، وكذلك ازديادة احتياجات النازحين مع دخول فصل الشتاء، من سلل غذائية وغير غذائية، وخزانات مياه، وخيام وعيادات متنقلة وعوازل أرضية ومطرية.

وتعرضت مخيمات إدلب في السنوات الأخيرة لمآسي تمثلت في غرق بعض المخيمات جزئيا أو بالكامل بسبب الأمطار والسيول في فصل الشتاء إضافة إلى انعدام وسائل التدفئة. واستقبلت إدلب مئات الألوف من السوريين من عدة مناطق في السنوات الأخيرة ممن هربوا من بطش النظام، كما نزح في الأشهر الأخيرة مئات الألوف من ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي إلى مناطق أكثر أمنا جراء العملية العسكرية المتواصلة للنظام وروسيا منذ نهاية نيسان/ أبريل الماضي.

المصدر: بروكار برس

Advertisements