قال وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” الخميس، إن الاتحاد الأوروبي سيفي بالتزاماته بخصوص اتفاقية الهجرة التي أبرمت مع تركيا في العام 2016.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير الألماني مع نظيره من شمال مقدونيا نيكولا ديميتروف، بالعاصمة برلين، حيث أعرب “ماس” عن قلقه حيال زيادة أعداد اللاجئين القادمين إلى أوروبا.
وأشار “ماس” إلى أنه أجرى خلال الأسبوع الجاري مكالمة هاتفية “بنّاءة” مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أكد خلالها أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بمسؤولياته في إطار الاتفاقية المبرمة مع تركيا حول الهجرة.
والخميس الماضي، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مواصلة الحوار مع تركيا حول احتياجات اللاجئين، مبينة أن أنقرة تستضيف أعدادا كبيرة منهم.
وأوضحت ميركل في مؤتمر صحفي عقدته مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في العاصمة الألمانية برلين، أنها ناقشت مسألة اللاجئين واتفاقية إعادة القبول المبرمة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي خلال مكالمتها الأخيرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 21 آب أغسطس الجاري.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى ازدياد عدد اللاجئين خلال أشهر الصيف وخاصة آب/ أغسطس، مبينة أنها تبحث مع أردوغان هذه المسألة بشكل دوري ومستمر.
وجددت ميركل تأكيدها أن ألمانيا واليونان، تؤيدان استمرار اتفاقية إعادة القبول المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، داعية إلى وجوب تفعيل جميع الآليات التي تتضمنها الاتفاقية.
والجمعة الماضي، قالت نائبة المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية “مارينا فيتس” إن برلين “تراقب بقلق بالغ” ظاهرة زيادة أعداد القوارب القادمة من تركيا وتحمل مئات اللاجئين إلى اليونان.
وأكدت “فيتس” بالمقابل، أن أعداد المهاجرين الذين يصلون حالياً إلى اليونان لا تزال أقل على نحو واضح من أعدادهم قبل توقيع اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار/مارس عام 2016.
وتوصل كل من تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 آذار/ مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 نيسان/أبريل من نفس العام، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.
وستتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما سيجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان حذر قبل أيام من أن دولته لا تستطيع أن تقف وحدها أمام موجة أخرى من اللاجئين. «بناء أسوار عالية مع أسلاك شائكة ليست الطريقة لمنع الهجرة غير القانونية»، قال أردوغان في مؤتمر للدول التي تواجه مشكلة اللاجئين. رئيس تركيا أضاف بأن «الاحتفاظ بلاجئين سوريين داخل أراضي تركيا لا يمكن أن يكون الطريقة الوحيدة لحل مشكلة الهجرة».
أقوال أردوغان وجهت بالأساس إلى دول الاتحاد الأوروبي التي وقعت على اتفاق اللاجئين مع تركيا وما زالت ترفض منح مواطنيها إعفاء من تأشيرة دخول إلى دول الاتحاد ـ طلب يعتبر أحد الشروط الأساسية للاتفاق.
التهديد بالسماح بهجرة لاجئين سوريين إلى أوروبا غير جديد، وهو يطرح في كل مرة في المحادثات التي تجريها تركيا مع دول الاتحاد بشأن تطبيق الاتفاق كرافعة ضغط لتطبيق الإعفاء من تأشيرات الدخول.
ولكن هذه الأقوال موجهة أيضاً لروسيا وإيران، اللتين تواصلان الضغط من أجل عملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب، التي يتركز فيها عشرات آلاف مقاتلي المليشيات المتمردة ومنها منظمات إسلامية متطرفة.
حسب اتفاق التفاهمات الذي توصلت إليه تركيا مع روسيا فقد تم تأجيل العملية العسكرية من أجل تمكين تركيا من إقناع المليشيات الراديكالية بمغادرة المحافظة بدون قتال. ولكن حتى الآن لم تنجح تركيا في إحداث أي تغيير في الوضع على الأرض.
محافظة إدلب هي المعقل الهام الأخير الذي يمنع سيطرة الجيش السوري على جميع أراضي الدولة. وبهذا هو يشكل عائقاً أمام استكمال العملية السياسية. تركيا تخشى وعن حق من أن معركة إدلب ستؤدي إلى قتل جماعي آخر وتسبب موجة كبيرة أخرى من اللاجئين الذين سيجتازون الحدود إلى أراضيها.