تخطى إلى المحتوى

لاجئ سوري يفتتح أول معمل ضيافة شامية في هولندا

51781136 347407749192830 3019146874176143360 n

استطاع الشاب السوري “أحمد فرواتي” تأسيس معمله الخاص والمتخصص بمنتجات الضيافة الشامية في بلد اللجوء الخاص به في هولندا، وذلك بعدما لجأ إليها في نهاية عام 2014.

المعمل الذي أطلق عليه اسم “Orient Sweets” وتعني “حلويات شرقية”، أصبح اليوم يوزع منتجاته في أغلب الدول الأوروبية، وذلك من خلال موقعه الإلكتروني ومراكز التوزيع الميدانية الخاصة به.

وفي حديث لـ “فرواتي” عن السبب الذي دفعه لتأسيس المعمل، حيث بيّن أن فكرة المشروع هي الأولى من نوعها في هولندا، كما أنه استفاد من خبرة “خاله” بصناعة الحلويات الشرقية كـ “النوجا والراحة والمن والسلوى”.

ويقع معمل “Orient Sweets” في بلدة روسيندال جنوبي هولندا، وتصل قدرته الإنتاجية في اليوم إلى حوالي 500 كغ، ولكنه يعمل حالياً حسب الطاقة والتمويل الشخصي لـ “فرواتي” وذلك بحدود 50 – 100 كغ في اليوم.

حيث يعمل داخل المعمل حوالي 8 أشخاص فقط وهم من أسرة “فراوتي” وأقربائه، ويقومون بإنتاج أغلب المنتجات السورية للضيافة الشامية مثل “المن والسلوى والغريبة والإسطنبولية والنوجا والراحة وهريسة اللوز”.

ويستخدم “أحمد فرواتي” في طريقة تحضير منتجات الضيافة الشامية، مواد تصنيع طبيعية مثل السكر والنشاء والمسكة والهال والفستق والغلوكوز وملح الليمون وماء الزهر وماء الورد، وذلك بدلاً من السمن الحيواني أو الزيوت النباتية والتي لا يفضلها الهولنديون في أغذيتهم وحلوياتهم، وفق ما قاله.

وينوي “فرواتي” حالياً تصنيع الحلويات بـ “السكرين” وذلك لمن يعاني من مرض السكري، وكذلك يرغب في إنتاج “شراب اللوز” ولأول مرة في هولندا، هادفاً إلى إشهار اسمه وإثبات وجوده في عالم الحلويات.

حيث أن “”شراب اللوز” هذا هو شراب مشهور في مدينة حلب السورية، والتي تعتبر الموطن الأصلي لـ “فرواتي”.

وحتى أن “فرواتي” يعمل جاهداً على تغيير صورة اللاجئ السوري النمطية، ويعمل مستغنياً عن الأرباح في الأشهر الأولى من إطلاق مشروعه، حسبما ذكر.

يذكر أنه تضاعفت في الفترة الماضية أعداد الشركات السورية المسجلة في “غرفة التجارة الهولندية”، حتى وصلت إلى حوالي الـ 2200 شركة مع نهاية العام الماضي 2018، وذلك استناداً لما نقلته قبل أشهر قناة “RTL Z” الهولندية عن خبيرة الاندماج في هولندا “إيفون روليارت”.

حيث أنه وبالرغم من صعوبة رحلات لجوء السوريين سابقاً إلى مختلف دول العالم، إلا أن هذه الصعوبات دفعت الشباب السوري إلى إثبات الذات وبداية مشوار طويل يبدأ بالتأقلم والاندماج، وينتهي بتقديم الكثير من العمل والتعلم والتطور في سبيل النجاح.

وقد أثبت اللاجئون السوريون أنهم يستطيعون أن يطوروا الألم الذي عانوا منه سابقاً، حتى يعطي إبداعاً تحكي عنه دول اللجوء في أوروبا والعالم العربي، وتعكس صورته كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية.

حيث أن أغلب اللاجئون السوريون يقارنوا بين حياتهم في ظل حكم الأسد القمعي والذي كان سبباً في حجب الإبداعات السورية والمواهب عن الظهور، وبين حكومات البلدان الأوروبية التي لجأوا إليها ولما تهتم باستخدام طاقات الشباب وتحفيزهم على العمل والإبداع.

Advertisements