في مكانٍ بين الجبال والوديان، وعلى بُعد 20 كيلو مترًا من قرية معراتة الشلف بريف إدلب الشمالي، يسكن “أبو خيرو” وعائلته، المكونة من خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين السنتين وحتى العشر سنوات، بينهم أربعة أطفال يعانون من إعاقة كاملة، جعلتهم غير قادرين على الحركة.
يقول “أبو خيرو” في حديث لـ”شبكة الدرر الشامية”، عن حالهم: “أسكن في هذا المكان منذ حوالي السنة، مع أطفالي الخمسة، الذين ولدوا مع إعاقة منذ الصغر، ولدي الأكبر عمره 10 سنوات، وهو قعيد بالأرض لا يستطيع الحركة، بالإضافة لبناتي الأربعة ويعانون من وضع أخيهم الأكبر، وهن ريم وعمرها 9 سنوات، وأختاها لمى ونهى أصغر منها، أما مريم فهي البنت الوحيدة من أطفالي السليمة ولا تعاني شيئًا”.
وأضاف: “أعمل حاليًّا في معملٍ لتكسير الحجارة، وبالكادة أستطيع تأمين متطلبات أطفالي المعاقين الذين يحتاجون إلى أدوية ومستلزمات طبية بشكلٍ يومي، والتي تحتاج بدورها إلى سيولة مالية لا أقدر على تأمينها كلها”.
تكاليف باهظة
وتابع “أبو خيرو”: “تواصلت مع العديد من المنظمات الإنسانية لتأمين بعض المتطلبات الطبية لهم، لكن دون فائدة ولم أجد أُذنًا صاغية، كما راجعت عددًا من الأطباء على أمل علاجهم، فأكّد لي معظمهم أنه لا جدوى من العلاج، بالإضافة لضيق ذات اليد والتكاليف الطبية الباهظة منعتني من إكمال علاجهم”.
ويكمل قائلًا: “يأتي أولاد أخي الذين يعيشون في منطقة بعيد، فأشعر بالفرح عندما أراهم سعداء وهم يلعبون معهم، وفي كل يوم قبل أن أذهب إلى عملي أجلس معهم أُحادثهم وأحاول أن أُضحِّكهم ونشرب الشاي سويًّا، وأخرج ويدهم تلوِّح لي وهم يرددون (مع السلامة يا بابا)، وعندما أرجع إلى المنزل أجدهم ينتظرون بفارغ الصبر، وما إن أرى ابتسامتهم لرؤيتي حتى يذهب تعب اليوم كله عن جسدي المنهك”.
بدورها، قالت “أم خيرو” والدة الأطفال: “نحن راضون بأمر الله عز وجل، وهو أمر ليس بأيدينا حتى نغير الواقع، وهم أطفالي ولن أتخلى عنهم طوال حياتي، فأنا أمهم وهم أطفالي وأحبهم كثيرًا وفي كل مرة أشاهد ابتسامة أحدهم وهو ينظر إلي تزول عني هموم الدنيا وتعبها”.