يعقد قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، السبت 27 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في إسطنبول، قمةً غير مسبوقة حول سوريا، تهدف إلى تعزيز الهدنة الهشة في إدلب، والتحرك باتجاه انتقال سياسي. وستفتتح هذه القمة التي ستجمع للمرة الأولى الرؤساء: التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش.
وتتعاون تركيا الداعمة لفصائل معارضة سورية، مع روسيا وإيران، الداعمتين لنظام الأسد، في الجهود الرامية لإنهاء النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.
أهداف القمة
صرَّح إبراهيم كالين، الناطق باسم الرئيس التركي، الجمعة 26 أكتوبر/تشرين الأول، أن «الهدف الرئيسي لهذه القمة هو دراسة أي صيغ جديدة يمكن إيجادها من أجل التوصل إلى حل سياسي» لهذا النزاع المعقد، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 360 ألف قتيل منذ 2011. وحول هذه النقطة، يبدو تشكيل لجنة دستورية برعاية الأمم المتحدة يُفترض أن تُعد قانوناً أساسياً جديداً، يبدو أحد أكبر التحديات بسبب رفض دمشق.
وسيحضر موفد الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا، الذي أجرى محادثات غير مثمرة في دمشق هذا الأسبوع، وعبَّر عن أسفه لتوقف خطة الأمم المتحدة بقمة إسطنبول أيضاً. والنقطة الرئيسية الثانية هي وقف إطلاق النار في محافظة إدلب (شمال غرب)، الذي توصل إليه الشهر الماضي أردوغان وبوتين، بينما كان هجوم للنظام يؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة.
الهدنة هشة
لكن مع اقتراب القمة، تبدو الهدنة هشة، إذ قُتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم ثلاثة أطفال الجمعة، جراء قصف مدفعي لقوات النظام على قرية في محافظة إدلب. وقال الإليزيه إن فرنسا «ترغب في استمرار وقف إطلاق النار في إدلب، وضمان دخول القوافل الإنسانية».
ولا يتوقع صدور أي إعلان كبير من القمة، إذ إن الإليزيه قال إن «سقف توقعاته متواضع»، بينما دعا الكرملين إلى «الواقعية». لكن الاجتماع غير المسبوق في شكله سيشكل فرصة للقادة الأربعة للبحث عن أرضية تفاهم. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة، إن «هناك طروحات مختلفة، لكن في المجمل الجميع يريدون بطبيعة الحال التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا». وأضاف: «قد تكون هناك اختلافات في الوسائل والتكتيك. ومن أجل البحث في هذه القضايا وتقريب المواقف بالتحديد» تعقد هذه القمة.
ولا يحضر القمة بلدان فاعلان في النزاع السوري هما إيران والولايات المتحدة. لكن ماكرون اتصل الخميس بالرئيس الأميركي دونالد ترمب لتنسيق مواقفهما.