قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الولايات المتحدة قد بدأت أول عملية إلكترونية ضد أفراد روس يعتقد أنهم سيشاركون بحملة معلومات مضللة تستهدف الانتخابات الأمريكية النصفية والتي ستعقد في منتصف تشرين الثاني.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين على معرفة بالعملية، أن الاستخبارات الأمريكية قد استطاعت تحديد العملاء الروس وقامت بتتبعهم واستهدافهم بهدف ردعهم، في أول عملية إلكترونية من نوعها تتم عبر الإنترنت لحماية الانتخابات.
وتأتي هذه العملية في الوقت التي حذرت فيه وزارة العدل الأمريكية من “حرب معلومات” يشنها الروس بهدف التأثير على الانتخابات النصفية الأمريكية، في إشارة منها إلى التهديد الروسي الواسع الذي تسعى الحكومة الأمريكية للتصدي له.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين في البنتاغون لم يذكروا عدد الأفراد الروس المستهدفين، كما لم يصفوا الأساليب التي استخدمت لردعهم، ولم يتضح الكيفية التي تم إرسال فيها رسائل مباشرة لهؤلاء، سواء تمت من خلال البريد الإلكتروني أو عبر خدمة المحادثات أو من خلال أي تدخل إلكتروني آخر.
وأضاف المسؤولون للصحيفة، أن العملية لم تهدد المشغلين الروس مباشرة، مع ذلك أشار مسؤولون سابقون إلى أن المشغلين الروس ستصلهم رسالة الحكومة الأمريكية، بناء على ردة فعلها على مشغلين روس آخرين، حيث من الممكن أن توجه تهم إليهم أو يتم استهدافهم بالعقوبات.
مسؤولة الاستخبارات السابقة (أندريا كيندال تايلور) والتي تعمل حالياً في “مركز الأمن الأمريكي الجديد” قالت للصحيفة أن التهديدات غير المعلنة بالعقوبات من الممكن أن تساعد في ردع بعض الروس عن المشاركة في حملات التضليل السرية معتبرة أن هذه الطريقة “ٍستولد نفوذاً من الممكن أن يؤدي إلى تغير سلوكهم”.
توسع حجم المواجهة
تعد هذه الحملة، بحسب المسؤولين الأمريكيين، جزء من جهد واسع، يضاف إليه حملات التطهير التي تقوم بها شركات التواصل الاجتماعي بهدف إيقاف الحسابات التي تقوم بنشر أخبار مزيفة تهدف إلى التأثير على الانتخابات الديمقراطية. كما قامت قيادة الحرب الإلكترونية الأمريكية، بإرسال فريق مختص إلى أوروبا، لدعم دفاعات حلفاء الولايات المتحدة وشركائها للتصدي لمحاولات التدخل الروسية.
وكان المسؤولون في الاستخبارات الأمريكية قد قالوا إنه من غير المحتمل أن تحاول روسيا اختراق آلات التصويت أو التلاعب بشكل مباشر بنتائج انتخابات هذا العام. وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، يوم الجمعة، إنه توجد محاولات من قبل الحكومات الأجنبية للتلاعب بالشبكة المحلية إلا أنه لم تقم هذه الحكومات باستهداف نظام التصويت.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون، أن الجهود الروسية الرامية إلى التأثير في الرأي العام من خلال نشر معلومات كاذبة قد أصبحت أكثر دقة، بحيث أصبح بإمكانها استهداف مجموعات محددة من الأمريكيين.
وفيما لم يعلن المسؤولون عن أهداف العملية الإلكترونية، إلا أن مسؤولين آخرين قالوا للصحيفة إن بعض الأهداف كانت لعملاء روس متورطين سابقاً في نشر المعلومات المضللة في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وتستهدف الحملة الأمريكية الجديدة، بحسب هؤلاء المسؤولين، مجموعات القراصنة الممولة من الحكومة الروسية وعناصر الاستخبارات الروس الذين يعدوا وراء حملة التضليل التي يقودها الكرملين.
ويشير العديد من المراقبين، بحسب الصحيفة، إلى أنه يجب أن تكون الحكومة الأمريكية مستعدة للذهاب إلى ابعد من ذلك لتتمكن من حد قدرة الروس على نشر الدعاية الكاذبة والمعلومات المضللة.