توصل اللاجئ السوري الشاب “هشام عباس الجاسم” إلى ابتكار العديد من الاختراعات قبل وبعد لجوئه إلى ألمانيا مع بداية الحرب في سوريا ولم يتمكن من تسجيلها بسبب ظروف اللجوء ومنها ابتكاره لرفع منسوب الأنهار وابتكار المظلة السورية الذكية وصولاً إلى مشروع الرجل المروري السوري.
كان الجاسم الموظف السابق في فوج الإطفاء بمدينة “الطبقة” التابعة لمحافظة الرقة يجلس ذات يوم على ضفاف نهر الفرات فخطرت بذهنه فكرة ابتكار لرفع منسوب النهر ورسم مخططات لهذا الابتكار وأرسل فكرته الى محطة “bbc” البريطانية منتصف التسعينات، وعندما اندلعت الحرب لجأ مع عائلته إلى تركيا ولم يلبث أن غادرها بمفرده عبر البحر إلى ألمانيا.
وهناك -كما يقول- بدأ بمشروع ابتكار جديد حول الرجل المروري السوري، وهو منظومة تلغي إشارات المرور من الشوارع وتسمح لجميع المركبات بالمرور دون توقف في التقاطعات ومن جميع الاتجاهات وبنفس الوقت.
ومن المعلوم أن الكثير من دول العالم استعانت بالجسور والأنفاق للحد من إشارات المرور والجميع يعلم كم هي مكلفة وشاقة عملية بناء الجسور والأنفاق في المدن.
وتابع الجاسم شارحاً طبيعة منظومته المبتكرة التي تلغي-حسب قوله- مطاردات النجدة لسيارات المجرمين وما قد يجره هذا من مخاطر على المشاة أو سيارات الآمنين الأخرى، وتتولى طرق المرور الذكية إلقاء القبض على السيارات المخالفة والمطلوبة دون الحاجة لوضع حصيرة على الأرض مليئة بالمسامير لضرب العجلات وإيقافها، وفي نفس الوقت تلقي القبض على المجرمين دون تبعات للأمر وكذلك من شأن هذا الابتكار اختصار الزمن كما هو متبع في دول العالم، لافتاً إلى أن من شأن هذه المنظومة منع العمليات الإرهابية التي تهدد سلامة المارة في شوارع المدن، وهناك -كما يقول الجاسم- تصميم ذكي يتعلق بالمظلة التي يستخدمها الناس في فصل الشتاء أثناء ذهابهم إلى العمل أو المدرسة أو التسوق وفي ظروف الجو العاصف غالباً ما تقتلع الرياح المظلة من يد حاملها وتمزقها ومن هنا جاءت فكرة ابتكاره الذي يسمح للرياح بالخروج من المظلة وعدم تسرب المياه إلى داخلها، وثمة تصميم هندسي خاص بالأطفال “يمزج الرياح مع مياه المطر ويعزف لحن موسيقي حتى يدخل البهجة والسرور لقلوب الأطفال أثناء حملهم المظلة في الجو المتخبط -حسب قوله- مضيفاً أن بإمكان الطفل التحكم بالصمام من حيث تفعيل الصوت أو إيقافه حسب رغبة الطفل وظروف الطريق.
وتوقف الجاسم ليتحدث عن مشروع آخر في جعبة ابتكاراته ويتعلق برفع مناسيب الأنهار، مشيراً إلى أن منسوب الأنهار يرتفع في الصيف وينخفض في الشتاء عكس الطبيعة، وهذه المنظومة شبيهة -حسب قوله- بالناعورة التي ابتكرها أجدادنا القدماء وتعمل من خلال زعانف يتحكم بها تيار النهر المتحرك، ولكن في ابتكاره لجأ إلى قلب الموازين بحيث لا تأخذ من الأنهار بل ترفع منسوبها، ويتم ضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه فيها، وبالتالي ابتكار أنهار اصطناعية رديفة للأنهار الطبيعية.
وتابع الجاسم أن لديه أيضاً ابتكاراً يخص فلترة الأجواء، ويزاوج بين الريف والمدينة، حيث يسود التلوث كل دول العالم تقريباً، ويهدف المشروع إلى فلترة المدن بحيث تُشعر ساكنيها وكأنهم في الريف.
وأضاف محدثنا أن السوريين يمتلكون حضارة من أعرق حضارات العالم، ويجب أن نعيد هذه الحضارة إلى ألقها ونستفيد من تجارب الأجداد في كل مرافق الحياة ومنها المناخ والطبيعة، لكي نثبت وجودنا في زمن الاستلاب الحضاري.