بلدي نيوز
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن رئيس النظام “بشار الأسد” لا ينوي ترك إدلب على وضعها الحالي بيد الثوار؛ إلا أن موقف حلفائه الروس والإيرانيين المتردد حيال المعركة يضعف موقفه، بسبب وضع قواته المترهلة والتي لا يمكنها أداء هذه المهمة بمفردها بدون مساعدة هؤلاء الحلفاء.
وأشارت الصحيفة إلى التصريح الصادر عن نظام “الأسد” حيال اتفاق إدلب، والذي اعتبره “مؤقتاً” ويهدف فقط إلى تجنب حدوث قتلى بين صفوف المدنيين، حيث يرغب النظام بحدوث مواجهة كبرى تشارك فيها القوات الجوية الروسية والمليشيات البرية المدعومة من إيران؛ إلا أن كلا الداعمين يبدو متردداً من المعركة النهائية، الأمر الذي يشكل مصدر إحباط كبير لنظام الأسد.
وأدت الخسائر المستمرة لقوات النظام، بالإضافة إلى عمليات الفرار والانشقاق إلى التسبب بحدوث خسائر فادحة بين صفوف قواته، وعلى هذا الأساس، يرى نظام (الأسد)، الاتفاق الحالي، بمثابة فرصة له يحاول من خلالها العمل على تقوية قواته المنهارة.
الصحيفة نوهت في تقريرها إلى أن تغيير القواعد التي كان يعمل بها سابقاً في الجامعات، يظهر يأس النظام الذي يحاول سوق الذكور إلى الخدمة العسكرية بشتى الطرق، حيث أعلن عن إلغاء الدورة التكميلية بدون إعلام الطلاب في محاولة منه لسحب الطلاب الذكور إلى قواته المسلحة.
وبحسب الصحيفة، فإنه وحتى مع محاولات النظام التي تهدف إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من الطلاب في الجامعات، إلا أن قواته العسكرية لن تكون قادرة على استعادة إدلب بدون مساعدة طهران وموسكو، والذي يبدو أنه لا تتوفر لديهم النية الكافية لخوض هذه المعركة.
كما أن النظام -بحسب الصحيفة- لن يتمكن من العودة إلى وضعه السابق، حيث كانت قواته تضم الخريجين والمتطوعين، ويعاني أيضاً مع مجنديه الحاليين، والذي على الرغم من خبرتهم الحربية، إلا أنهم منهكون والبعض منهم يقاتل بدون توقف منذ عام 2011.
ومع استعادة قوات النظام السيطرة على معظم الأراضي السورية، أصبحت قواته أكثر تمدداً بسبب انتشارها بين الأراضي التي كانت تخضع سابقاً لسيطرة الثوار أو تلك التي استعادها من سيطرة “تنظيم داعش”.
وتقدر القوة الحالية للنظام بين 20 ألف إلى 25 ألف مجند فقط، سيشكلون القوة الضاربة لأي معركة جديدة تفتح ضد إدلب والتي يقدر عدد المقاتلين فيها بحوالي 70 ألف مقاتل.
وبحسب ما قال دبلوماسي أوروبي للصحيفة، تبدو معركة إدلب هي المعركة الأقوى للنظام، “ومن المحتمل أن يتكبد فيها خسائر فادحة، لأنه لن يضع قوات النخبة في الخط الأمامي”، وأكد على عدم التزام إيران بالقتال مع النظام على الأرض.
وتواجه روسيا وإيران وميليشيا “حزب الله” ضغوطاً محلية كبيرة للانسحاب من العمليات المكلفة والدموية في سوريا، بعد أن لعبوا دوراً عسكرياً مهماً في تامين حكم “الأسد”.
وقالت الصحيفة، إنه وحتى مع رفض الجماعات المتشددة في إدلب الاتفاق الروسي – التركي، وفي حال فشلت الدول في نزع سلاحها أو إلزامها على وقف إطلاق النار، فإنه من غير المحتمل أن يتمكن النظام من اتباع تكتيك الأرض المحروقة في حلب والغوطة، كما أن شن عملية عسكرية سيتطلب من “الأسد” تعزيز صفوف قواته أولاً ومن ثم العمل على الرفع من معنوياتها.