قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إنّ المملكة ستطرح شركة “أرامكو”، عملاق النفط السعودي، للاكتتاب العام “بداية سنة 2021 على أقصى تقدير”.
وأوضح أن الطرح سيكون بعد مرور عام على بيع صندوق الاستثمارات العامة حصته التي يملكها في الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، لصالح شركة “أرامكو”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، مع الأمير السعودي، ونشرتها مساء الجمعة، على موقعها الإلكتروني.
وأضاف بن سلمان: “منتصف عام 2017 واجهتنا مشكلة، ألا وهي مستقبل أرامكو المنتجة للنفط، في ظل الطلب المتزايد على البتروكيماويات، ورأينا أن مستقبل الشركة يجب أن يكون في مشروعات المصب والبتروكيماويات، دون إحداث تعارض مع سابك”.
وذكر أن: “مصدر سابك الرئيس للنفط هي أرامكو، لذا فحين تقوم أرامكو باتِّباع هذه الاستراتيجية (زيادة مشروعات المصب والبتروكيماويات)، فإن سابك ستعاني بكل تأكيد”.
وتابع مبينًا: “لذا قبل أن نقوم بذلك، يجب أن يكون لدينا نوع من الاتفاق لكي نضمن استفادة أرامكو من سابك”، وأن الأخيرة لن تعاني خلال تلك العملية.
ونبّه إلى أنّ دمجًا بين الشركتين قبل عرض “أرامكو” للاكتتاب، سيكون أساس خلق “شركة عملاقة في مجال المصب والبتروكيماويات في المملكة العربية السعودية والعالم أجمع”.
فيما وصف “بن سلمان” عرض “أرامكو” للاكتتاب، بأنه “أكبر اكتتاب عام في تاريخ البشرية”.
وفي الشأن ذاته، أرجع “بن سلمان” عرض 5 بالمائة كاملة من “أرامكو” للاكتتاب العام في 2021 تحديدًا، إلى ضرورة مرور عام مالي على الأقل على استراتيجية الدمج قبل الطرح.
وسيتم الدمج عبر بيع صندوق الاستثمارات العامة حصته التي يملكها في “سابك” والبالغة 70% لصالح أرامكو، على أن تتولى الأخيرة باقي العمل المتعلق بالاندماج.
وردًا عى سؤال حول القيمة السوقية لأرامكو، جدد “بن سلمان” تأكيده على أن قيمتها “2 تريليون دولار أمريكي أو أكثر”، لاسيما بعد استراتيجية الدمج مع “سابك”.
واستطرد قائلًا: “فيما يتعلق الأمر بأرامكو وسابك معًا، أعتقد أنه سيكون أعلى من 2 تريليون دولار، لأنه سيكون ضخمًا”.
و”سابك” هي أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط، مملوكة من الدولة بنسبة 75.7 بالمائة، موزعة بين 70 بالمائة لصندوق الاستثمارات العامة الحكومية، و5.7 بالمائة تملكها مؤسسة التأمينات الاجتماعية.
وفي سياق متصل، قال ولي العهد السعودي: “لدينا مخزون احتياطي يقدر بـ 1.3 مليون برميل يوميًا دون أي استثمار، لذا فلدينا في السعودية 1.3 مليون برميل يوميًا جاهزة في حال احتاج السوق لذلك”.
ولدى سؤاله عن سبب تذمر الرئيس الأمريكي من أسعار النفط عند سعر 80 دولارًا، قال بن سلمان إن “سعر النفط يحدده العرض والطلب”، وإن بلاده “لم تقرر على مدى تاريخها ما إذا كان سعر النفط صحيحًا أم لا”.
وبهذا الشأن أوضح: “نعتقد بأن الأسعار المرتفعة لدينا في الشهر الماضي ليست بسبب إيران، فهي على الأغلب بسبب الأمور التي تحدث في كندا والمكسيك وليبيا وفنزويلا وغيرها من الدول التي أدت إلى ارتفاع السعر قليلًا”.
وتابع: “ليس بسبب إيران بالطبع، وذلك لأنها خفضت صادراتها بحوالي 700 ألف برميل يوميا، ونحن قمنا بتصدير أكثر من 1.5 مليون برميل إضافي يوميًا”.
ولفت ولي العهد السعودي إلى أن بلاده “تنتج اليوم حوالي 10.7 ملايين برميل يوميًا، إن لم أكن مخطئًا”.
جدير بالذكر، أن ترامب يطالب الدول المنتجة للنفط في منظمة “أوبك”، بزيادة إنتاجها لسد العجز في معروض الخام، مع خروج النفط الإيراني من الأسواق بسبب العقوبات الأمريكية.
وفي 6 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ستفرض الولايات المتحدة حزمة ثانية من العقوبات على إيران تتعلق بالصناعة النفطية، بعد فرض حزمة أولى مرتبطة بصادرات صناعية وعمليات مصرفية، في أغسطس/ آب الماضي.
ومن المتوقع أن تخرج العقوبات الأمريكية نحو 1.5 مليون برميل من النفط الإيراني من السوق، وسط مخاوف من حدوث فجوة كبيرة بين العرض والطلب تقود إلى قفزة في أسعار الخام.